تابع :
الفَصْل الثـَّاني
هل هي نبـوءة، أم هي صُدف رقميّة؟
كل الأديان السماوية المعروفة تحدثت عن المستقبل، وكشفت بعض مُغَيّباته، وما من نبى إلا وأنبأ بالغيب. وللإخبار بالغيب صور كثيرة، بعضها يكون بالخبر المباشر، وبعضها يكون بالرمز، وبعضها يكون بالوحى الصريح، وبعضها يكون بالرؤيا الصادقة للنبى، أو حتى لغير الأنبياء. وبعضها يتحقق في زمن قريب، وبعضها يتراخى فيتحقق بعد سنين طويلة، أو حتى بعد قرون.
يؤمن المسلمون بالتوراة، لكنهم يعتقدون أنّها محرفة، أو أنهم يجزمون بوجود نسبة من الحقيقة، ومن هنا لا يبعد أنْ تكون هناك نبوءات مصدرها الوحى، وإن كانت تحتاج إلى تأويل، أو فك رموز حتى على المستوى الرقمى. و نحن هنا بصدد تأويل نبوءة قرآنية، سبق أن كانت نبوءة في التوراة، يقول سبحانه و تعالى في سورة الإسراء: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْن... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا... وَعْدُ الآخرة...}.
قبل ما يقارب الخمس عشرة سنة، خرج كاتب مصرى ببحث يتعلق بالإعجاز العددى للقرآن الكريم، يقوم على العدد (19) و مضاعفاته، وقد تلقّاه الناس بالقبول و الإعجاب، ثم ما لبثوا أن شعروا بانحراف الرجل، مما جعلهم يقفون موقف المعارض لبحثه، وزاد الرفض شدّة أن العدد (19) رقم مقدّس عند البهائيين.
لقد تيسّر لي بفضل الله تعالى أنْ أدرس البحث دراسة مستفيضة ومستقصية، فوجدت أنّ الرجل يكذب ويلفق الأرقام، مما يجعل رفض الناس لبحثه مبررا، ولكن اللافت للانتباه أنّ هناك مقدّمات تشير إلى وجود بناءٍ رياضي يقوم على العدد (19). وهذه المقدمات هي الجزء الصحيح من البحث ومقدماته. ويبدو أنّ عدم صدق الرجل حال بينه وبين معرفة حقيقة ما تعنيه هذه المقدمات. وبعد إعادة النظر مرّات ومرّات وجدت أنّ هناك بناء رياضياً معجزاً يقوم على أساس العدد (19)، وهو بناء في غاية الإبداع. وقد أخرجت عام (1990م ) كتاباً بعنوان (عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدّعين ). فصّلت فيه الحديث عن هذا الإعجاز المدهش، والذي يفرض نفسه على الناس، لأن عالم الرياضيات هو عالم استقرائي، يقوم على بديهيات العقل، ولا مجال فيه للاجتهاد، ووجهات النظر الشخصية.
وقد وجدت أنّ العدد (19) يتكرر بشكل لافت للنظر، في العلاقة القائمة بين الشمس والأرض والقمر. مما يشير إلى وجود قانون رياضي كوني وقرآني.
ما كنت أتصور أن يكون هذا العدد هو الأساس لمعادلة تاريخية تتعلق بتاريخ اليهودية، وفي الوقت نفسه بالعدد القرآني، ثم بقانون فلكي، حتى وقع تحت يديّ محاضرة للكاتب المشهور (محمد أحمد الراشد) حول النظام العالمي الجديد، كانت هي المفتاح لهذه الملاحظات، التي أضعها بين يديّ القارئ الكريم، والذي أرجو أن يعذرني إذا لم أذكر له أرقام الصفحات للمراجع التي اعتمدتها، إذ أنني أكتب من خيمتي في مرج الزهور، وقد خلّفت أوراقي ورائي في وطني، وعلى أيّة حال سوف لا نحتاج إلى مراجع كثيرة، وسيكون سهلاً على القارئ أن يتحقق من كل ما ذكرناه، بالرجوع إلى القرآن الكريم أو التوراة، أو بعض المصادر التاريخية والفلكية.
لا أقول إنّها نبوءة، ولا أزعم أنها ستحدُث حتماً، إنّما هي ملاحظات من واجبي أن أضعها بين يدي القارئ، ثم أترك الحكم له ليصل إلى النتيجة التي يقتنع بها.
البداية كما أشرت، محاضرة مكتوبة للكاتب العراقي ( محمد أحمد الراشد)، وهي محاضرة تتعلق بالنظام العالمي الجديد، وقد يستغرب القارئ أن تتضمن هذه المحاضرة الجادّة الكلام التالي الذي أنقله بالمعنى: (عندما أعلن عن قيام دولة إسرائيل عام (1948م) دخلت عجوز يهودية على ( أم محمد الراشد) وهي تبكي، فلما سألتها عن سبب بكائها وقد فرح اليهود، قالت: إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود. ثم يقول الراشد إنّه سمعها تقول إن هذه الدولة ستدوم (76) سنة. وعندما كبر رأى أن الأمر قد يتعلق بدورة المذنب هالي، إذ أن مذنب هالي كما يقول الراشد، مرتبط بعقائد اليهود).
كلام لم يعجبني، لأن المحاضرة قد تكون أفضل لو لم تذكر هذه الحادثة، إذ أن الناس اعتادوا أن يسمعوا النبوءات المختلفة من ألسنة العجائز، فاختلط الحق بالباطل، وأصبح الناس، وعلى وجه الخصوص المثقّفون، ينفرون من مثل هذا الحديث. إلا أنني قلت في نفسي: وماذا يضرك لو تحققت من الكلام، فلا بدّ أن العجوز قد سمعت من الحاخامات، ولا يتصور أن يكون هذا من توقعاتها، وتحليلاتها الخاصة، ثم إن الحاخامات لديهم بقية من الوحي، مختلطة ببقية من أوهام البشر وأساطيرهم... وهكذا بدأت:
1- تدوم إسرائيل وفق النبوءة الغامضة (76) سنة، أي 19×4.
ويفترض أن تكون ال(76) سنة هي سنين قمرية، لأن اليهود يتعاملون بالشهر القمري، ويضيفون كل ثلاث سنوات شهراً للتوفيق بين السنة القمرية والشمسية.
عام 1948م هي 1367هـ. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة فإن إسرائيل ستدوم حتى (1367+76) = (1443هـ).
2- سورة الإسراء تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث في مطلعها عن نبوءة أنزلها الله على موسى عليه السّلام في التوراة، وهي تنص على إفسادتين لبني إسرائيل في الأرض المباركة، على صورة مجتمعية، أو ما يسمى اليوم صورة دولة، ويكون ذلك عن علو واستكبار، يقول سبحانه وتعالى: (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا(2)ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا … فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة )) أما الأولى فقد مضت قبل الإسلام، وأما الثانية والأخيرة فإن المعطيات تقول أنها الدولة التي قامت في فلسطين عام (1948م). والملاحظ أن تعبير ( وعد الآخرة )، لم يرد في القرآن الكريم إلا مرتين: الأولى في الكلام عن الإفسادة الثانية في بداية السورة، والثانية أيضاً في الكلام عن المرة الثانية قبل نهاية سورة الإسراء الآية (104).
إذا قمنا بإحصاء الكلمات من بداية الكلام عن النبوءة ــ وآتينا موسى الكتاب ــ إلى آخر كلام في النبوءة ــ فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ــ فسوف نجد أن عدد الكلمات هو (1443) كلمة، وهو رقم يطابق الرقم الذي خلصنا إليه في البند رقم 1 أي: 1367هـ +76 = 1443هـ.
3- ومع شكنا في صحة الإجماع، إلا أن الأقوال الراجحة لا تخرج عن العام 621م، وكذلك لا يتصور تراخي نزول فواتح سورة الإسراء عن حادثة الإسراء نفسها. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة، فكانت نهاية إسرائيل عام 1443هـ، فإن عدد السنين القمرية من وقت نزول النبوءة [ من زمن حادثة الإسراء، وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى]. إلى زوال إسرائيل هو 1444 لأن الإسراء قبل الهجرة بسنة. وهذا الرقـم 1444 هو: 19×76. لاحظ أن 76 هو عدد السنين القمرية لعمر إسرائيل، أي أن المدة الزمنية من نزول النبوءة، إلى زوال إسرائيل هي 19 ضعفاً لعمر إسرائيل.
4- عندما تدور الأرض حول الشمس دورة واحدة مفردة، تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حول الأرض 12 مرة. والملحوظ أن كلمة يوم مفردة وردت في القرآن الكريم 365 مرة، وكلمة شهر مفردة وردت 12 مرة، مع ملاحظة أننا نتعامل مع الرسم العثماني، وبالتالي لا نحصي كلمة (يومئذ) لأنها ليست صورة (يوم، يوماً). وبقي أن نسأل: كم وردت كلمة (سنة)؟ وردت كلمة سنة في القرآن مفردة 7 مرات، ووردت كلمة (سنين) أي جمعاً 12 مرة، وعليه يكون المجموع 7+12=19. لماذا؟
عندما تعود الأرض إلى النقطة نفسها مرة واحدة تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حولها 12 مرة، ولكن حتى يعود القمر والأرض معاً إلى الحيثية نفسها يحتاج ذلك إلى أن تدور الأرض حول الشمس 19 سنة. وهنا نلاحظ أن الأرض دارت أكثر من مرة، فلم نعد نحصي فقط الكلمات المفردة. ومن الجدير بالذكر أنّ كل 19 سنة قمرية فيها سبع سنوات كبيسة: 355 و12 سنة بسيطة: 354. لقد أصبح العدد 19 يرمز إلى التوفيق بين السنة الشمسية والسنة القمرية، ومن هنا لا يخلوا كتاب من كتب التقاويم من الإشارة إلى الرقم 19.
العام 621 م الذي هو عام الإسراء إذا تمّ تحويله إلى سنوات قمرية:
621×2422، 365
ـــــــــــــــــــــــــــــــ = 05، 640 سنة قمرية، أي أن الفارق هو 19 وبما أن العدد 19 يرمز إلى 367، 354
التقاء الشمسي والقمري، فإن العام 621 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري أيضاً. لذلك سيجد القارئ أننا نتعامل قبل عام 621 م الذي هو قبل الهجرة بالسنة الشمسية، وبعده سنتعامل بالسنة القمرية. وغني عن البيان أن السنة الميلادية هي شمسية: والسنة الهجرية هي قمرية.
935 ق. م 1 م 621 م 1443هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسراء 2022 م
5- 935 ق.م توفي سليمان عليه السّلام ، وانقسمت الدولة، وبدأ الفساد، [ جاء في العهد القديم – سفر الملوك الثاني – الإصحاح السابع عشر: ( فنبذ الربّ كل ذريّة إسرائيل وأذلهم وأسلمهم ليد أسريهم وطردهم من حضرته، لأنه شقّ إسرائيل عن بيت داود، فتوّجُوا يربعام بن نباط ملكاً عليهم، فأضل يربعام بني إسرائيل عن طريق الرب واستغواهم فأخطأوا بحق الربّ خطيئة عظيمة) ]. وعليه تكون بداية الفساد الأول المذكور في فواتح سورة الإسراء عام 935 ق.م ونهاية الفساد الثاني والأخير عام 2022 م أو 1443هـ. وعليه يكون عدد السنين من بداية الفساد الأول إلى الإسراء هو 1556 سنة شمسية. ويكون عدد السنين من بداية الإسراء حتى نهاية الفساد الثاني هو 1444 سنة قمرية. والملحوظ أن 1556 هو عدد كلمات سورة الإسراء. وهنا لا بد أن يثور سؤال هو: هل اتفق المؤرخون على أن تاريخ وفاة سليمان عليه السّلام هو 935 ق. م؟ إذا أراد القارئ أن يأخذ جواباً سريعاً فبإمكانه أن يفتح ( المنجد في اللغة العربية والأعلام ) على اسم سليمان. ثم إن الكثير من كتب التاريخ تذكر أن وفاته عليه السّلام كانت عام 935 ق. م.
إلا أن هناك مراجع تذكر أنه توفي عليه السّلام عام 930 ق. م، أو 926 ق. م. واليوم لا يسهل البت أو الترجيح، بل قد يستحيل، لذلك عملت على إثبات ذلك قرآنياً.
6- في العدد لا بد من الوحدة في المعدود، بغض النظر عن الشيء الذي نحصيه، ونحن قد نحصي الحروف، وقد نحصي الكلمات، وقد نحصي السور... وهكذا، ولكن في القضية الواحدة لا نحصي إلا حرفاً، أو كلمة، أو.. الخ.
لم يتحدث القرآن الكريم عن وفاة سليمان عليه السّلام ، إلا في سورة سبأ، وذلك في الآية 14: (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ... )). حرف الفاء هو حرف ترتيب وتعقيب، فهو هنا حلقة وصل بين الحديث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام في الآية 13، والحديث عن موته في الآية 14.
عدد الحروف من بداية سورة سبأ إلى نهاية الآية 13 وقبل الحديث عن موته هو 934 حرفاً. ثم تأتي الفاء التي هي حرف ترتيب وتعقيب، فيكون العدد هو 935. وسبق أن قلنا إن موت سليمان عليه السّلام كان سنة 935 ق. م. وبذلك نكون قد رجّحنا الرقم 935 الوارد في الكتب التاريخية.
لقد لاحظت أن الآية 13 التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام ، والتي تسبق الآية التي تتحدث عن موته عليه السّلام ، هي 19 كلمة والتي هي 84 حرفاً، فما هو المضاعف 84 للعدد 19؟ 19×84 = 1596. وإذا عرفنا أن سليمان عليه السّلام ملك 40 سنة كما نصّ العهد القديم، [ سفر الملوك الأول، الإصحاح الحادي عشر: (... وكانت الأيّام التي ملك فيها سليمان في أورشليم على كل إسرائيل أربعين سنة ) ]. فإن الباقي بعد حذف زمن ملكه عليه السّلام 1596 ــ 40 = 1556. وهذا الرقم هو عدد السنين منذ وفاة سليمان عليه السّلام إلى الإسراء عام 621 م [ لاحظتُ أن سورة (سبأ) نزلت بعد سورة (الإسراء) والمؤشرات تقول إنها نزلت عام 621 م. وعليه يكون (1556) هو عدد السنوات من وفاة سليمان عليه السلام إلى نزول سورة (سبأ) و(الإسراء) ]. والذي هو عدد كلمات سورة الإسراء. كما لاحظت أن مجموع أرقام العدد 1556 هو 17، وكذلك العدد 935 مجموع أرقامه 17، ويلاحظ أن الرقم 17 هو ترتيب سورة الإسراء في القرآن الكريم، وأن 17+17 = 34 وهو رقم ترتيب سورة سبأ في القرآن الكريم.
7- أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948 م، ولا نستطيع أن نعتبر هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل، لأنها لم تقم بالفعل. بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت جماعة الدول العربية على القرار بتاريخ 10/6/1948. [10/6 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيّام الستّة عام 1967م. وبذلك يكون عدد السنين من الهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967 هو (19) سنة شمسيّة تماماً. ] فيما سمي ( الهدنة الأولى ) وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل. وبعد أربعة أسابيع ثار القتال مرة أخرى، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948فيما سمي (الهدنة الثانية) وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل. ويلحظ أن عدد الأيام من بداية قيام إسرائيل حتى اكتمال قيامها هو 38 يوماً، أي 19×2، ويلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948 [جاء في كتاب: (حرب فلسطين 1947ــ 1948م، الرواية الإسرائيلية الرسمية). مؤسسة الدراسات الفلسطينية، صفحة 596 و610: (وفي الساعة 19 من يوم 18 من الشهر سرى مفعول الهدنة الثانية في القدس). ] هو 38 أي 19×2 أمّا اليوم التالي الذي توقفت المدافع صباحه فهو 19/7.
بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراء [ اعتمدتُ ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية، ثم قمت بتحويل القمري إلى الشمسي فكان 10/10. ثم فوجئت أنهُ يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين. ] تبين لي أنه تاريخ 10/10/621 م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:
935 ق. م 621 م 6/3/2022 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10/10 10/10 10/6/1948 1443هـ
عرفنا أن البداية العملية لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى بتاريخ 10/6/1948 م. وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة: 76×367، 354= 892، 26931 يوماً فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022. [في هذا التاريخ يكون قد مضى من العام 1443هـ (209) يوماً، أي (19×11)، وهو أيضاً عدد الأيّام التي يلتقي فيها العام 1443هـ مع العام 2022 م (من 1/1 ــ 28/7/2022 م ). ] وبما أننا لا ندري إذا كانت ال 1556 سنة تزيد أشهراً أو تنقص، فلا بد أن نعتبر التاريخ عام 935 ق. م هو 10/10/935.
من بداية الفساد الأول حتى الإسراء = 1556 سنة شمسية. ومن الإسراء 10/10/621 م إلى 5/3/2022 م = 4, 1400 سنة شمسية، فكم تزيد الفترة الأولى عن الثانية؟ 1556 ــ 4, 1400= 6, 155 سنة.
فما هو هذا الرقم 6, 155؟ في الحقيقة هو 19/1 من مجموع الفترتين، إذ أن المدة من بداية الفساد الأول، إلى نهاية الفساد الثاني = 1556+4, 1400= 4, 2956.
4, 2956/19= 6, 155. والعدد 19 هو 10+9. فلو ضربنا الرقم 6, 155× 10= 1556 (الفترة الأولى). ولو ضربنا 6, 155× 9= 4, 1400 وهو الفترة الثانية وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً: عشرة منها انقضت قبل الإسراء، وتسعة ستأتي بعد الإسراء، ووحدة البناء هي 6, 155 أي الفرق بين الفترتين.
8- عندما توفي سليمان عليه السّلام عام 935 ق. م انقسمت الدولة إلى قسمين وهما: إسرائيل في الشمال، وقد دُمّرت عام 722 ق. م ويهوذا في الجنوب وقد دُمّرت عام 586 ق. م وبذلك تكون يهوذا قد عمّرت 136 سنة أكثر من إسرائيل، ومع ذلك نجد فيليب حتي يقول في كتابه: (تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ) إن إسرائيل عندما فنيت كان قد تعاقب على عرشها 19 ملكاً. ثم يقول إن يهوذا كذلك تعاقب على عرشها 19 ملكاً، [ تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، د. فيليب حتي، ترجمة د. جورج حدّاد، دار الثقافة، بيروت، ط 3 ج 1، ص 208، 215. ] وهذا لافت للنظر، إذ أن يهوذا كما قلنا عمّرت أكثر من إسرائيل ب 136 سنة !! فهل سيكون عمر إسرائيل تسعة عشر كنيست؟!
6, 155 722 586 ق. م 621 م 2022 م
9 ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
935 ق. م 779 1443 هـ
586 ق. م تاريخ دمار الدولة الثانية في المرة الأولى، أمّا زوال الثانية المتوقع فهو 2022 م وعليه: 586+2022 = 2608 سنة وهذا الرقم يشكل 19 ضعفاً، للفترة الزمنية بين زوال الدولة الأولى والدولة الثانية في المرة الأولى:
2608/136= 17, 19. يلحظ أن مجموع أرقام الرقم 586 هو 19، وقد ذكر العهد القديم أن نهاية دولة يهوذا كانت في السنة 19 للملك نبوخذنصر. [ سفر الملوك الثاني، الإصحاح الخامس والعشرون: (... وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذنصر...) وكذلك سفر أرميا الإصحاح 52: ( في اليوم العاشر...). ]
الرقم 779 هو 19× 41. الملحوظ أننا إذا ضربنا هذا الرقم ب 2 يكون الناتج: 779× 2= 1558. وهو يزيد 2 عن 1556. وسبق أن رأينا أن: 1556ــ 4, 1400= 6, 155 أمّا الرقم 1558ــ 4, 1400= 6, 157 وإذا طرحنا هذا الرقم من 779 فسوف نجد 779ــ 6, 157= 4, 621 أي أن 779 ق. م علاقتها ب 935 ق. م هو العدد 6, 155. وعندما ضوعف العدد 779 أصبحت العلاقة مع الإسراء 621 هي 6, 157. وهو الرقم الذي وصلنا إليه من خلال مضاعفة العدد 779.
ونلاحظ أن العام 722 الذي دمرت فيه إسرائيل هو رقم من مضاعفات العدد 19 أي 19× 38. وإذا تم مضاعفة هذا العدد نجد أنه: 722× 2= 1444. وهو عدد السنين القمرية من 621ــ 2022 م.
لاحظ أن التعامل بعد 621 م هو بالسنة القمرية، كما سبق وأشرنا.
هناك أربعة وجوه للشبه بين العام 779 ق. م، والعام 1967 م:
( أ ) العام 779 ق. م يقع في فترة زمنية قصيرة، اعتبرها فيليب حتي في كتابه: ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين) فترة شاذة، لأنه توقفت هجمات المصريين والأشوريّين على الدولتين فانتعشتا، وانتصرتا على أعدائهما. [ فيليب حتي، ج 1، ص 215: ( واستفادت يهوذا كما فعلت إسرائيل في القرن الثامن من توقّف حركات الهجوم الأشوري والمصري.) وكان عهد الملك عزيا (ويدعى أحياناً عزريا حوالي 782 ــ 751 ق. م). ]
(ب) بدأ حكم الملك عزاريا عام 782 ق. م كما ذكر فيليب حتي وقد نص العهد القديم على أن عزاريا تولى الملك وعمره 16 سنة، وبذلك يكون عمره عام 779 ق. م 19 سنة، وكان عمر إسرائيل عام 1967 م 19 سنة. [ الملوك الثاني، الإصحاح الخامس عشر: (... ملك عزريا بن أمصيا ملك يهوذا، وكان ابن ست عشرة سنة حين ملك...) لاحظ أنّه ملك يهوذا وليس إسرائيل.]
(ج) بعد العام 779 ق. م ب 57 سنة، أي 19× 3 فنيت إسرائيل الأولى، وبعد العام 1967 ب 57 سنة قمرية يتوقع زوال إسرائيل الثانية.
( د) مجموع أرقام 779 = 23 وهو مجموع أرقام 1967.
10- كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تعني سنة لأن مجموع الكلمات 1556 كلمة قابلت 1556 سنة، كما ورد في البند ( 5 ) وكما ورد في البند (1).
عدد آيات سورة الإسراء والتي تسمى سورة بني إسرائيل: 111 آية، ويلاحظ أن سورة يوسف هي 111 آية ولا يوجد غيرهما في القرآن تماثل هذا العدد، ونحن نعلم أن سورة يوسف تتحدث عن نشأة بني إسرائيل، وأن سورة الإسراء المسماة أيضاً سورة بني إسرائيل تتحدث عن آخر وجود لبني إسرائيل في الأرض المباركة.
تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة مثل: ( وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ ) أي أن هناك 111 كلمة. وعندما تحذف الكلمات المتكررة نجد أن عدد الكلمات هي 76 كلمة. أي 19× 4، ولا ننسى أن كل كلمة تقابل سنة، وأن الرقم 76 هو محور حديثنا في كل هذا البحث.
الآيات التي عدد كلماتها 19 كلمة هي 4 آيات، أي أن عدد كلماتها 19× 4 = 76 ومرة أخرى العدد 76.
يخطر بالبال الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء، وإليك نص الآية الكريمة: (( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا )) ويأتي بعد كلمة قليلاً رقم الآية 76 فهل يرمز هذا الرقم إلى عدد السنين 76 ؟ فالنبوءات أحياناً تأتي على سورة رمز يحتاج إلى تأويل، كما يحصل في الرؤى الصادقة، كرؤيا يوسف عليه السّلام ، أو رؤيا الملك في سورة يوسف. وإليك الدليل على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:
( أ ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الديار، وكم يلبث الكفار بعد هذا الإخراج، وما نحن بصدده هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها وإخراج أهل فلسطين، فما معنى أن تكون هذه الآية في سورة بني إسرائيل ( الإسراء ) دون غيرها تتحدث عن الإخراج من الديار، ومدة اللبث بعد الإخراج؟!
(ب) قد يقول البعض إن الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليه و سلم ــ وهذا صحيح ــ ولكن الآية التي تليها هي: (( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا )).
إذن هي سنّة في الماضي، والحاضر، والمستقبل.
(ج) الجذر الثلاثي ( فزز) اشتق منه في القرآن الكريم فقط ثلاث كلمات، [ الاستفزاز هنا الإزعاج والإيذاء من أجل الإخراج أو الاستنهاض. ومن هنا تمّ اختيار الجذر ( فزز) دون غيره. ] واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء، الآيات: 64، 76، 103، أمّا الآية 64: (( وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ... )) وهي 19 كلمة، وتقابل 19 سنة كما أسلفنا. وأمّا الثانية فهي الآية 76 والتي نحن بصدد إثبات أنها تشير إلى عدد السنين أي مقدار ما ستلبث إسرائيل، وهي تفسير رمزي للكلمة ( قليلاً ). أمّا الكلمة الثالثة: (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103)وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) )): قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المباركة، وبذلك تمت السكنى ليتحقق وعد الأولى، وبعد زوال الإفسادة الأولى يحصل الشتات، وحتى تتحقق الثانية والتي هي الأخيرة: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا)). فالكلمة الثالثة ( يستفزهم ) تتعلق بالكلام عن الإفسادتين أي بوعد الآخرة موضوع هذا البحث. ولا ننسى أن البند (2) يشير إلى عدد الكلمات من بداية الحديث عن الإفسادتين إلى آخر الحديث: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )). وقد وجدنا أن عدد الكلمات هو 1443 وبذلك تطابق الرقم مع العام 1443 هـ ويكون عندها قد مضى عدد من السنين القمرية مقداره 1444 أي 19× 76.
سبق أن أشرنا إلى أن كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة، فإليك المعادلة التي تحصلت: الكلمة
( واستفزز) تقع في آية من 19 كلمة، والكلمة ( ليستفزونك) في الآية 76 والتي يراد إثبات أنّها ترمز إلى عدد السنين. والكلمة الثالثة ( يستفزهم ): وقد وجدت أنّها الكلمة رقم 1444 في سورة الإسراء. وبما أن الكلمة الأولى تتعلق بالرقم 19 وهذا يعني أن بداية المعادلة هو الرقم 19. وبما أننا سنتعامل مع مضاعفات العدد 19 بشكل دائم فعليه تكون المعادلة 19× 76 = 1444. وبما أن الـ 19 كلمة تقابل 19 سنة، وبما أن الـ 1444 كلمة تقابل 1444 سنة، وبما أن المعادلة صحيحة رياضياً، إذن الرقم 76 يدل على عدد السنين. وهو المطلوب. [ لاحظتُ أنّ عدد الآيات المحصورة بين سورة الفاتحة وسورة الإسراء هو ( 2022 ) آية !! ]
11- (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ.. ))
فجاسوا أي ترددوا ذهاباً وإياباً، وهذا التعبير في غاية الدقة، إذ لاحظنا وأنه وبعد وفاة سليمان عليه السّلام، انقسمت الدولة وبدأ الفساد، فكان أن جاء المصريّون، والأشوريّون، والكلدانيّون، فاحتلوا الدولتين من غير أن يزيلوا الملوك، بل أبقوهم على عروشهم، وفي العام 722 ق. م قام الأشوريّون بتدمير الدولة الشمالية إسرائيل [ وشعبها ينتسب إلى عشرة أسباط. وهم اللذين قاموا بالانفصال، وساروا في طريق الفساد. ] واستمر الجوس في الدولة الجنوبية، يهوذا حتى جاء ( نبوخذ نصر) وألقى القبض على الملك التاسع عشر المسمى ( صدقيا ) وقتل الكثيرين، وأسر الكثيرين، ودمر دولة يهوذا عام 586 ق. م. وبذلك انتهى الجوس في المرة الأولى. واللافت للنظر أن الجوس استمر باستمرار الفساد، وانتهى بتدمير الدولتين. ويُلحظ أن الفساد والجوس كانا متلازمين، أمّا في المرة الثانية والأخيرة فقد بدأ الفساد عام 1948 م في جزء من الأرض المباركة ثم اكتمل فيها بعد 19 عاماً، أي عام 1967 م أي أنّ الفساد شمل الأرض المباركة على مرحلتين، أمّا الوعد الأول فقد تلازم فيه الفساد والعقوبة. وهذا الفارق بين المرة الأولى والأخيرة نجده ينعكس في عالم الأرقام:
العام 722 ق. م هو عام تدمير إسرائيل الأولى، والتي هي أولى الدولتين وأولى المرتين، وهي التي بدأت الانفصال، وهي التي زالت أولاً، وبالتالي ينطبق عليها لفظ أولاهما.
العام 1948 م يوافق العام 1367 هـ، فيكون قد مضى على الإسراء 1368 سنة هجرية. وفي العام 1967 م يكون قد مضى على الإسراء 1387 سنة هجرية. وفي العام 2022 يكون قد مضى على الإسراء 1444 سنة هجرية.
والآن نرجع إلى سورة الإسراء:
فإذا جاء وعد أولاهما: رقم كلمة ( أولاهما ) من بداية الحديث عن النبوءة (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ))، ورقمها (38) أي 19× 2. ورقم كلمة ( وعد ) (72) ورقم كلمة ( الآخرة ) (73) في قوله تعالى: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة...)).
رقم كلمة ( وليدخلوا ) (76) وهذا ينسجم مع القول إن عمر دولة إسرائيل الثانية هو76 سنة، لأن كل كلمة في السورة تقابل سنة والدخول عند حصول وعد العقوبة.
إذا ضربنا رقم الكلمة ( أولاهما ) بالعدد (19) يكون الناتج 19× 38= 722. وهذا هو تاريخ سقوط إسرائيل الأولى. وبالتالي انتهى الجوس في إسرائيل.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وعد): 72× 19= 1368 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1948 أي عام بداية الفساد الجزئي في الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( الآخرة ): 19× 73= 1387 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1967، أي عام اكتمال الوعد بفساد الآخرة في كامل الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وليدخلوا ) 19× 76= 1444 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 2022. وإذا استخدمنا المنطق الرياضي نفسه في الكلمتين ((.. لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ..)) فسوف نصل إلى نتيجة تقول: إن إساءة الوجه تتمثل في تجريد إسرائيل من صورتها الإيجابية المزعومة، والمصطنعة، وغني عن البيان أن قوة إسرائيل تتمثل في الدعم الخارجي من الدول الغربية، مما يعني أن سلاح إسرائيل الأول هو الإعلام، وبالتالي فإن إساءة الوجه سيكون لها آثار مدمّرة، على وجود إسرائيل، والأرقام تقول إنّ ذلك يبدأ عام 1986 م !!.
12- عام 1443هـ يُوافق العام 2022 م، وتشترك السنتان في (209) يوماً، أي 19× 11، إذ يبدأ العام 1443هـ بتاريخ 8/8/2021 م، وينتهي بتاريخ 28/7/2022 م، أي أن الاشتراك من تاريخ 1/1 إلى 28/7 مع العلم أن العام 2022 هو عام بسيط يكون فيه شباط 28 يوماً. ويبدأ العام
1443هـ يوم الأثنين، وينتهي يوم الخميس. أما العام 2022 م فيبدأ يوم سبت وينتهي يوم سبت أيضاً. ويلحظ أن 8 آب الذي هو أول يوم من أيّام 1443 هو التاريخ الذي يحتفل فيه اليهود إحياء لذكرى تدمير الهيكل الأول !! وقد أوردنا في هامش البند (9) أنّ ذلك كان في الشهر الخامس من السنة العبريّة، والذي يوافق الشهر الثامن في السنة الشمسيّة. [ كتاب الحياة ترجمة تفسيرية صفحة 160. ]
13- يقول ( محمد أحمد الراشد) إنّه يتوقع أن الأمر يتعلق بمذنب هالي لأن مذنب هالي – كما يقول الراشد – مرتبط بعقائد اليهود. وهذا الكلام دفعني إلى دراسة مذنب هالي، والذي يكمل دورته في مدة 76 سنة شمسية، وأحياناً في 75 سنة.
وجدت أن علماء الفلك يعتبرون بداية الدورة للمذنب هالي عندما يكون في أبعد نقطة له عن الشمس، والتي تسمى نقطة الأوج. ويرى أهل الأرض مذنب هالي عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس، والتي تسمى نقطة الحضيض.
العجيب أن هالي بدأ دورته الأخيرة عام 1948 م، ونجد ذلك في كتب الفلك. وقد بحثت في مراجع فلكية كثيرة لأعرف متى يرجع هالي إلى الأوج ليكمل دورته الأخيرة، فلم أجد من يتعرض لذلك. عليه فإذا قلنا إن الدورة ستكون 76 سنة، فإن هالي سيكمل دورته عام 2024 م، وهذا الأمر من الناحية النظرية. وكان أن وقع تحت يدي كتاب لفلكي مصـري اسمه: (ميكروكمبيوتر وعلم الفلك)، وبعد إعطاء الكمبيوتر المعلومات اللازمة، كان الجواب أن هالي سيعود إلى الأوج عام 2022 م، وبذلك يكون هناك تطابق بين النبوءة ودورة المذنب هالي (1948ــ 2022 م )، وهذا توافق عجيب يحتاج إلى التحقق من أصل النبوءة.
رأى الناس مذنب هالي بتاريخ 10/2/1986، أي عندما كان في الحضيض، وكان قد قطع نصف الطريق، في مدة مقدارها 38 سنة شمسية أي 19× 2. وإذا بقي يسير بالسرعة نفسها، فسوف يكمل دورته في 76 سنة، ووفق معطيات الكمبيوتر سيكمل آخر دورة له في 75 سنة شمسية: إذ بدأ دورته في بداية العام 1948، وسيكملها في آخر العام 2022 م. يلاحظ أن المدة من 10/2/1986 إلى آخر العام 2022 م هي 38 سنة قمرية، أي 19× 2. وبذلك يكون المجموع 75 سنة شمسية. والغريب أن النصف الأول من الدورة الأولى استغرق 38 سنة شمسية، وأن النصف الثاني سيستغرق 38 سنة قمرية. فهل لذلك دلالة تتعلق بالنبوءة ؟
سبق أن لاحظنا أن التعامل قبل 621 م كان بالسنة الشمسية، وأن التعامل بعدها بالسنة القمرية، أو بمعنى آخر: ماقبل الهجرة بالشمسي، وما بعد الهجرة بالقمري، وكأن القمري خاص بالإسـلام. فمن أوج إسرائيل إلى بداية حضيضها 38 سنة شمسية، ومن بداية صعود المسلمين من الحضيض إلى أوجهم، فيما يتعلق بالأرض المباركة، 38 سنة قمرية. وصعود المسلمين من الحضيض يعني بداية حضيض إسرائيل. ويلاحظ أن هالي يسرع في حركته بعد عام 1986 ليختصر سنة. ثم لاحظ سرعة التغيير في العالم بعد عام 1986.
هذه مجرد ملاحظات، وأخشى أن يخلط الناس بين هذا الكلام وأوهام الذين يعتمدون على الأفلاك في محاولة كشف الغيب.
14- حساب ( الجُمَّل) عرف عند اليهود، وعرف عند العرب قبل الإسـلام، ووظفه المسلمون في تـأريخ الأحداث. ولا يوجد حتى الآن ما يثبت أنَّه يعتمد إسـلامياً، ولا أميل إلى اللجوء إليه في أبحاثي حول العدد في القرآن الكريم، ولكنّ بعض الأخوة بعد الاستماع إلى البحث حول العام (1443 هـ، 2022 م ) طلب مني أن أحسب وفق حساب الجُمَّل قول الله تعالى في سورة الإسراء: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) ولا يخفي أن كلمة الآخرة تُقْرأ ( الآخرة ) أو ( الآخرة )، أي تنقص همزة، والتي هي في حساب الجُمَّل تعتبر ألفـاً. ويمكن اعتماد هذه القراءة هنا لأن الكلام ينتهي عندها، فيستحسن التخفيف كما ورد في سورة الكهف: ((... تَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) )) أما في النهاية فقال: (( مَا لَمْ تَسطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82) )) لاحظ كلمة ( تستطع ) وكلمة ( تسطع ). إذاً في القراءة الأولى يكون مجموع كلمة ( الآخرة ) وفق حساب الجُمَّل (2023)، أما وفي القراءة الثانية يكون مجموع كلمة ( الآخرة ) (2022) فتأمّل !!
سأكمل في الجزء الرابع ......
الفَصْل الثـَّاني
هل هي نبـوءة، أم هي صُدف رقميّة؟
كل الأديان السماوية المعروفة تحدثت عن المستقبل، وكشفت بعض مُغَيّباته، وما من نبى إلا وأنبأ بالغيب. وللإخبار بالغيب صور كثيرة، بعضها يكون بالخبر المباشر، وبعضها يكون بالرمز، وبعضها يكون بالوحى الصريح، وبعضها يكون بالرؤيا الصادقة للنبى، أو حتى لغير الأنبياء. وبعضها يتحقق في زمن قريب، وبعضها يتراخى فيتحقق بعد سنين طويلة، أو حتى بعد قرون.
يؤمن المسلمون بالتوراة، لكنهم يعتقدون أنّها محرفة، أو أنهم يجزمون بوجود نسبة من الحقيقة، ومن هنا لا يبعد أنْ تكون هناك نبوءات مصدرها الوحى، وإن كانت تحتاج إلى تأويل، أو فك رموز حتى على المستوى الرقمى. و نحن هنا بصدد تأويل نبوءة قرآنية، سبق أن كانت نبوءة في التوراة، يقول سبحانه و تعالى في سورة الإسراء: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْن... فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا... وَعْدُ الآخرة...}.
قبل ما يقارب الخمس عشرة سنة، خرج كاتب مصرى ببحث يتعلق بالإعجاز العددى للقرآن الكريم، يقوم على العدد (19) و مضاعفاته، وقد تلقّاه الناس بالقبول و الإعجاب، ثم ما لبثوا أن شعروا بانحراف الرجل، مما جعلهم يقفون موقف المعارض لبحثه، وزاد الرفض شدّة أن العدد (19) رقم مقدّس عند البهائيين.
لقد تيسّر لي بفضل الله تعالى أنْ أدرس البحث دراسة مستفيضة ومستقصية، فوجدت أنّ الرجل يكذب ويلفق الأرقام، مما يجعل رفض الناس لبحثه مبررا، ولكن اللافت للانتباه أنّ هناك مقدّمات تشير إلى وجود بناءٍ رياضي يقوم على العدد (19). وهذه المقدمات هي الجزء الصحيح من البحث ومقدماته. ويبدو أنّ عدم صدق الرجل حال بينه وبين معرفة حقيقة ما تعنيه هذه المقدمات. وبعد إعادة النظر مرّات ومرّات وجدت أنّ هناك بناء رياضياً معجزاً يقوم على أساس العدد (19)، وهو بناء في غاية الإبداع. وقد أخرجت عام (1990م ) كتاباً بعنوان (عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدّعين ). فصّلت فيه الحديث عن هذا الإعجاز المدهش، والذي يفرض نفسه على الناس، لأن عالم الرياضيات هو عالم استقرائي، يقوم على بديهيات العقل، ولا مجال فيه للاجتهاد، ووجهات النظر الشخصية.
وقد وجدت أنّ العدد (19) يتكرر بشكل لافت للنظر، في العلاقة القائمة بين الشمس والأرض والقمر. مما يشير إلى وجود قانون رياضي كوني وقرآني.
ما كنت أتصور أن يكون هذا العدد هو الأساس لمعادلة تاريخية تتعلق بتاريخ اليهودية، وفي الوقت نفسه بالعدد القرآني، ثم بقانون فلكي، حتى وقع تحت يديّ محاضرة للكاتب المشهور (محمد أحمد الراشد) حول النظام العالمي الجديد، كانت هي المفتاح لهذه الملاحظات، التي أضعها بين يديّ القارئ الكريم، والذي أرجو أن يعذرني إذا لم أذكر له أرقام الصفحات للمراجع التي اعتمدتها، إذ أنني أكتب من خيمتي في مرج الزهور، وقد خلّفت أوراقي ورائي في وطني، وعلى أيّة حال سوف لا نحتاج إلى مراجع كثيرة، وسيكون سهلاً على القارئ أن يتحقق من كل ما ذكرناه، بالرجوع إلى القرآن الكريم أو التوراة، أو بعض المصادر التاريخية والفلكية.
لا أقول إنّها نبوءة، ولا أزعم أنها ستحدُث حتماً، إنّما هي ملاحظات من واجبي أن أضعها بين يدي القارئ، ثم أترك الحكم له ليصل إلى النتيجة التي يقتنع بها.
البداية كما أشرت، محاضرة مكتوبة للكاتب العراقي ( محمد أحمد الراشد)، وهي محاضرة تتعلق بالنظام العالمي الجديد، وقد يستغرب القارئ أن تتضمن هذه المحاضرة الجادّة الكلام التالي الذي أنقله بالمعنى: (عندما أعلن عن قيام دولة إسرائيل عام (1948م) دخلت عجوز يهودية على ( أم محمد الراشد) وهي تبكي، فلما سألتها عن سبب بكائها وقد فرح اليهود، قالت: إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود. ثم يقول الراشد إنّه سمعها تقول إن هذه الدولة ستدوم (76) سنة. وعندما كبر رأى أن الأمر قد يتعلق بدورة المذنب هالي، إذ أن مذنب هالي كما يقول الراشد، مرتبط بعقائد اليهود).
كلام لم يعجبني، لأن المحاضرة قد تكون أفضل لو لم تذكر هذه الحادثة، إذ أن الناس اعتادوا أن يسمعوا النبوءات المختلفة من ألسنة العجائز، فاختلط الحق بالباطل، وأصبح الناس، وعلى وجه الخصوص المثقّفون، ينفرون من مثل هذا الحديث. إلا أنني قلت في نفسي: وماذا يضرك لو تحققت من الكلام، فلا بدّ أن العجوز قد سمعت من الحاخامات، ولا يتصور أن يكون هذا من توقعاتها، وتحليلاتها الخاصة، ثم إن الحاخامات لديهم بقية من الوحي، مختلطة ببقية من أوهام البشر وأساطيرهم... وهكذا بدأت:
1- تدوم إسرائيل وفق النبوءة الغامضة (76) سنة، أي 19×4.
ويفترض أن تكون ال(76) سنة هي سنين قمرية، لأن اليهود يتعاملون بالشهر القمري، ويضيفون كل ثلاث سنوات شهراً للتوفيق بين السنة القمرية والشمسية.
عام 1948م هي 1367هـ. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة فإن إسرائيل ستدوم حتى (1367+76) = (1443هـ).
2- سورة الإسراء تسمى أيضاً سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث في مطلعها عن نبوءة أنزلها الله على موسى عليه السّلام في التوراة، وهي تنص على إفسادتين لبني إسرائيل في الأرض المباركة، على صورة مجتمعية، أو ما يسمى اليوم صورة دولة، ويكون ذلك عن علو واستكبار، يقول سبحانه وتعالى: (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا(2)ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إسْرائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا(4)فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا … فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة )) أما الأولى فقد مضت قبل الإسلام، وأما الثانية والأخيرة فإن المعطيات تقول أنها الدولة التي قامت في فلسطين عام (1948م). والملاحظ أن تعبير ( وعد الآخرة )، لم يرد في القرآن الكريم إلا مرتين: الأولى في الكلام عن الإفسادة الثانية في بداية السورة، والثانية أيضاً في الكلام عن المرة الثانية قبل نهاية سورة الإسراء الآية (104).
إذا قمنا بإحصاء الكلمات من بداية الكلام عن النبوءة ــ وآتينا موسى الكتاب ــ إلى آخر كلام في النبوءة ــ فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ــ فسوف نجد أن عدد الكلمات هو (1443) كلمة، وهو رقم يطابق الرقم الذي خلصنا إليه في البند رقم 1 أي: 1367هـ +76 = 1443هـ.
3- ومع شكنا في صحة الإجماع، إلا أن الأقوال الراجحة لا تخرج عن العام 621م، وكذلك لا يتصور تراخي نزول فواتح سورة الإسراء عن حادثة الإسراء نفسها. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة، فكانت نهاية إسرائيل عام 1443هـ، فإن عدد السنين القمرية من وقت نزول النبوءة [ من زمن حادثة الإسراء، وزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم للمسجد الأقصى]. إلى زوال إسرائيل هو 1444 لأن الإسراء قبل الهجرة بسنة. وهذا الرقـم 1444 هو: 19×76. لاحظ أن 76 هو عدد السنين القمرية لعمر إسرائيل، أي أن المدة الزمنية من نزول النبوءة، إلى زوال إسرائيل هي 19 ضعفاً لعمر إسرائيل.
4- عندما تدور الأرض حول الشمس دورة واحدة مفردة، تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حول الأرض 12 مرة. والملحوظ أن كلمة يوم مفردة وردت في القرآن الكريم 365 مرة، وكلمة شهر مفردة وردت 12 مرة، مع ملاحظة أننا نتعامل مع الرسم العثماني، وبالتالي لا نحصي كلمة (يومئذ) لأنها ليست صورة (يوم، يوماً). وبقي أن نسأل: كم وردت كلمة (سنة)؟ وردت كلمة سنة في القرآن مفردة 7 مرات، ووردت كلمة (سنين) أي جمعاً 12 مرة، وعليه يكون المجموع 7+12=19. لماذا؟
عندما تعود الأرض إلى النقطة نفسها مرة واحدة تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حولها 12 مرة، ولكن حتى يعود القمر والأرض معاً إلى الحيثية نفسها يحتاج ذلك إلى أن تدور الأرض حول الشمس 19 سنة. وهنا نلاحظ أن الأرض دارت أكثر من مرة، فلم نعد نحصي فقط الكلمات المفردة. ومن الجدير بالذكر أنّ كل 19 سنة قمرية فيها سبع سنوات كبيسة: 355 و12 سنة بسيطة: 354. لقد أصبح العدد 19 يرمز إلى التوفيق بين السنة الشمسية والسنة القمرية، ومن هنا لا يخلوا كتاب من كتب التقاويم من الإشارة إلى الرقم 19.
العام 621 م الذي هو عام الإسراء إذا تمّ تحويله إلى سنوات قمرية:
621×2422، 365
ـــــــــــــــــــــــــــــــ = 05، 640 سنة قمرية، أي أن الفارق هو 19 وبما أن العدد 19 يرمز إلى 367، 354
التقاء الشمسي والقمري، فإن العام 621 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري أيضاً. لذلك سيجد القارئ أننا نتعامل قبل عام 621 م الذي هو قبل الهجرة بالسنة الشمسية، وبعده سنتعامل بالسنة القمرية. وغني عن البيان أن السنة الميلادية هي شمسية: والسنة الهجرية هي قمرية.
935 ق. م 1 م 621 م 1443هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسراء 2022 م
5- 935 ق.م توفي سليمان عليه السّلام ، وانقسمت الدولة، وبدأ الفساد، [ جاء في العهد القديم – سفر الملوك الثاني – الإصحاح السابع عشر: ( فنبذ الربّ كل ذريّة إسرائيل وأذلهم وأسلمهم ليد أسريهم وطردهم من حضرته، لأنه شقّ إسرائيل عن بيت داود، فتوّجُوا يربعام بن نباط ملكاً عليهم، فأضل يربعام بني إسرائيل عن طريق الرب واستغواهم فأخطأوا بحق الربّ خطيئة عظيمة) ]. وعليه تكون بداية الفساد الأول المذكور في فواتح سورة الإسراء عام 935 ق.م ونهاية الفساد الثاني والأخير عام 2022 م أو 1443هـ. وعليه يكون عدد السنين من بداية الفساد الأول إلى الإسراء هو 1556 سنة شمسية. ويكون عدد السنين من بداية الإسراء حتى نهاية الفساد الثاني هو 1444 سنة قمرية. والملحوظ أن 1556 هو عدد كلمات سورة الإسراء. وهنا لا بد أن يثور سؤال هو: هل اتفق المؤرخون على أن تاريخ وفاة سليمان عليه السّلام هو 935 ق. م؟ إذا أراد القارئ أن يأخذ جواباً سريعاً فبإمكانه أن يفتح ( المنجد في اللغة العربية والأعلام ) على اسم سليمان. ثم إن الكثير من كتب التاريخ تذكر أن وفاته عليه السّلام كانت عام 935 ق. م.
إلا أن هناك مراجع تذكر أنه توفي عليه السّلام عام 930 ق. م، أو 926 ق. م. واليوم لا يسهل البت أو الترجيح، بل قد يستحيل، لذلك عملت على إثبات ذلك قرآنياً.
6- في العدد لا بد من الوحدة في المعدود، بغض النظر عن الشيء الذي نحصيه، ونحن قد نحصي الحروف، وقد نحصي الكلمات، وقد نحصي السور... وهكذا، ولكن في القضية الواحدة لا نحصي إلا حرفاً، أو كلمة، أو.. الخ.
لم يتحدث القرآن الكريم عن وفاة سليمان عليه السّلام ، إلا في سورة سبأ، وذلك في الآية 14: (( فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ... )). حرف الفاء هو حرف ترتيب وتعقيب، فهو هنا حلقة وصل بين الحديث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام في الآية 13، والحديث عن موته في الآية 14.
عدد الحروف من بداية سورة سبأ إلى نهاية الآية 13 وقبل الحديث عن موته هو 934 حرفاً. ثم تأتي الفاء التي هي حرف ترتيب وتعقيب، فيكون العدد هو 935. وسبق أن قلنا إن موت سليمان عليه السّلام كان سنة 935 ق. م. وبذلك نكون قد رجّحنا الرقم 935 الوارد في الكتب التاريخية.
لقد لاحظت أن الآية 13 التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السّلام ، والتي تسبق الآية التي تتحدث عن موته عليه السّلام ، هي 19 كلمة والتي هي 84 حرفاً، فما هو المضاعف 84 للعدد 19؟ 19×84 = 1596. وإذا عرفنا أن سليمان عليه السّلام ملك 40 سنة كما نصّ العهد القديم، [ سفر الملوك الأول، الإصحاح الحادي عشر: (... وكانت الأيّام التي ملك فيها سليمان في أورشليم على كل إسرائيل أربعين سنة ) ]. فإن الباقي بعد حذف زمن ملكه عليه السّلام 1596 ــ 40 = 1556. وهذا الرقم هو عدد السنين منذ وفاة سليمان عليه السّلام إلى الإسراء عام 621 م [ لاحظتُ أن سورة (سبأ) نزلت بعد سورة (الإسراء) والمؤشرات تقول إنها نزلت عام 621 م. وعليه يكون (1556) هو عدد السنوات من وفاة سليمان عليه السلام إلى نزول سورة (سبأ) و(الإسراء) ]. والذي هو عدد كلمات سورة الإسراء. كما لاحظت أن مجموع أرقام العدد 1556 هو 17، وكذلك العدد 935 مجموع أرقامه 17، ويلاحظ أن الرقم 17 هو ترتيب سورة الإسراء في القرآن الكريم، وأن 17+17 = 34 وهو رقم ترتيب سورة سبأ في القرآن الكريم.
7- أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948 م، ولا نستطيع أن نعتبر هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل، لأنها لم تقم بالفعل. بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت جماعة الدول العربية على القرار بتاريخ 10/6/1948. [10/6 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيّام الستّة عام 1967م. وبذلك يكون عدد السنين من الهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967 هو (19) سنة شمسيّة تماماً. ] فيما سمي ( الهدنة الأولى ) وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل. وبعد أربعة أسابيع ثار القتال مرة أخرى، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948فيما سمي (الهدنة الثانية) وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل. ويلحظ أن عدد الأيام من بداية قيام إسرائيل حتى اكتمال قيامها هو 38 يوماً، أي 19×2، ويلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948 [جاء في كتاب: (حرب فلسطين 1947ــ 1948م، الرواية الإسرائيلية الرسمية). مؤسسة الدراسات الفلسطينية، صفحة 596 و610: (وفي الساعة 19 من يوم 18 من الشهر سرى مفعول الهدنة الثانية في القدس). ] هو 38 أي 19×2 أمّا اليوم التالي الذي توقفت المدافع صباحه فهو 19/7.
بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراء [ اعتمدتُ ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية، ثم قمت بتحويل القمري إلى الشمسي فكان 10/10. ثم فوجئت أنهُ يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين. ] تبين لي أنه تاريخ 10/10/621 م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:
935 ق. م 621 م 6/3/2022 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
10/10 10/10 10/6/1948 1443هـ
عرفنا أن البداية العملية لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى بتاريخ 10/6/1948 م. وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة: 76×367، 354= 892، 26931 يوماً فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022. [في هذا التاريخ يكون قد مضى من العام 1443هـ (209) يوماً، أي (19×11)، وهو أيضاً عدد الأيّام التي يلتقي فيها العام 1443هـ مع العام 2022 م (من 1/1 ــ 28/7/2022 م ). ] وبما أننا لا ندري إذا كانت ال 1556 سنة تزيد أشهراً أو تنقص، فلا بد أن نعتبر التاريخ عام 935 ق. م هو 10/10/935.
من بداية الفساد الأول حتى الإسراء = 1556 سنة شمسية. ومن الإسراء 10/10/621 م إلى 5/3/2022 م = 4, 1400 سنة شمسية، فكم تزيد الفترة الأولى عن الثانية؟ 1556 ــ 4, 1400= 6, 155 سنة.
فما هو هذا الرقم 6, 155؟ في الحقيقة هو 19/1 من مجموع الفترتين، إذ أن المدة من بداية الفساد الأول، إلى نهاية الفساد الثاني = 1556+4, 1400= 4, 2956.
4, 2956/19= 6, 155. والعدد 19 هو 10+9. فلو ضربنا الرقم 6, 155× 10= 1556 (الفترة الأولى). ولو ضربنا 6, 155× 9= 4, 1400 وهو الفترة الثانية وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً: عشرة منها انقضت قبل الإسراء، وتسعة ستأتي بعد الإسراء، ووحدة البناء هي 6, 155 أي الفرق بين الفترتين.
8- عندما توفي سليمان عليه السّلام عام 935 ق. م انقسمت الدولة إلى قسمين وهما: إسرائيل في الشمال، وقد دُمّرت عام 722 ق. م ويهوذا في الجنوب وقد دُمّرت عام 586 ق. م وبذلك تكون يهوذا قد عمّرت 136 سنة أكثر من إسرائيل، ومع ذلك نجد فيليب حتي يقول في كتابه: (تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين ) إن إسرائيل عندما فنيت كان قد تعاقب على عرشها 19 ملكاً. ثم يقول إن يهوذا كذلك تعاقب على عرشها 19 ملكاً، [ تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، د. فيليب حتي، ترجمة د. جورج حدّاد، دار الثقافة، بيروت، ط 3 ج 1، ص 208، 215. ] وهذا لافت للنظر، إذ أن يهوذا كما قلنا عمّرت أكثر من إسرائيل ب 136 سنة !! فهل سيكون عمر إسرائيل تسعة عشر كنيست؟!
6, 155 722 586 ق. م 621 م 2022 م
9 ــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
935 ق. م 779 1443 هـ
586 ق. م تاريخ دمار الدولة الثانية في المرة الأولى، أمّا زوال الثانية المتوقع فهو 2022 م وعليه: 586+2022 = 2608 سنة وهذا الرقم يشكل 19 ضعفاً، للفترة الزمنية بين زوال الدولة الأولى والدولة الثانية في المرة الأولى:
2608/136= 17, 19. يلحظ أن مجموع أرقام الرقم 586 هو 19، وقد ذكر العهد القديم أن نهاية دولة يهوذا كانت في السنة 19 للملك نبوخذنصر. [ سفر الملوك الثاني، الإصحاح الخامس والعشرون: (... وفي الشهر الخامس في سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذنصر...) وكذلك سفر أرميا الإصحاح 52: ( في اليوم العاشر...). ]
الرقم 779 هو 19× 41. الملحوظ أننا إذا ضربنا هذا الرقم ب 2 يكون الناتج: 779× 2= 1558. وهو يزيد 2 عن 1556. وسبق أن رأينا أن: 1556ــ 4, 1400= 6, 155 أمّا الرقم 1558ــ 4, 1400= 6, 157 وإذا طرحنا هذا الرقم من 779 فسوف نجد 779ــ 6, 157= 4, 621 أي أن 779 ق. م علاقتها ب 935 ق. م هو العدد 6, 155. وعندما ضوعف العدد 779 أصبحت العلاقة مع الإسراء 621 هي 6, 157. وهو الرقم الذي وصلنا إليه من خلال مضاعفة العدد 779.
ونلاحظ أن العام 722 الذي دمرت فيه إسرائيل هو رقم من مضاعفات العدد 19 أي 19× 38. وإذا تم مضاعفة هذا العدد نجد أنه: 722× 2= 1444. وهو عدد السنين القمرية من 621ــ 2022 م.
لاحظ أن التعامل بعد 621 م هو بالسنة القمرية، كما سبق وأشرنا.
هناك أربعة وجوه للشبه بين العام 779 ق. م، والعام 1967 م:
( أ ) العام 779 ق. م يقع في فترة زمنية قصيرة، اعتبرها فيليب حتي في كتابه: ( تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين) فترة شاذة، لأنه توقفت هجمات المصريين والأشوريّين على الدولتين فانتعشتا، وانتصرتا على أعدائهما. [ فيليب حتي، ج 1، ص 215: ( واستفادت يهوذا كما فعلت إسرائيل في القرن الثامن من توقّف حركات الهجوم الأشوري والمصري.) وكان عهد الملك عزيا (ويدعى أحياناً عزريا حوالي 782 ــ 751 ق. م). ]
(ب) بدأ حكم الملك عزاريا عام 782 ق. م كما ذكر فيليب حتي وقد نص العهد القديم على أن عزاريا تولى الملك وعمره 16 سنة، وبذلك يكون عمره عام 779 ق. م 19 سنة، وكان عمر إسرائيل عام 1967 م 19 سنة. [ الملوك الثاني، الإصحاح الخامس عشر: (... ملك عزريا بن أمصيا ملك يهوذا، وكان ابن ست عشرة سنة حين ملك...) لاحظ أنّه ملك يهوذا وليس إسرائيل.]
(ج) بعد العام 779 ق. م ب 57 سنة، أي 19× 3 فنيت إسرائيل الأولى، وبعد العام 1967 ب 57 سنة قمرية يتوقع زوال إسرائيل الثانية.
( د) مجموع أرقام 779 = 23 وهو مجموع أرقام 1967.
10- كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تعني سنة لأن مجموع الكلمات 1556 كلمة قابلت 1556 سنة، كما ورد في البند ( 5 ) وكما ورد في البند (1).
عدد آيات سورة الإسراء والتي تسمى سورة بني إسرائيل: 111 آية، ويلاحظ أن سورة يوسف هي 111 آية ولا يوجد غيرهما في القرآن تماثل هذا العدد، ونحن نعلم أن سورة يوسف تتحدث عن نشأة بني إسرائيل، وأن سورة الإسراء المسماة أيضاً سورة بني إسرائيل تتحدث عن آخر وجود لبني إسرائيل في الأرض المباركة.
تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة مثل: ( وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ ) أي أن هناك 111 كلمة. وعندما تحذف الكلمات المتكررة نجد أن عدد الكلمات هي 76 كلمة. أي 19× 4، ولا ننسى أن كل كلمة تقابل سنة، وأن الرقم 76 هو محور حديثنا في كل هذا البحث.
الآيات التي عدد كلماتها 19 كلمة هي 4 آيات، أي أن عدد كلماتها 19× 4 = 76 ومرة أخرى العدد 76.
يخطر بالبال الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء، وإليك نص الآية الكريمة: (( وَإِنْ كَادُوا لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنْ الْأَرْضِ لِيُخْرِجُوكَ مِنْهَا وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا )) ويأتي بعد كلمة قليلاً رقم الآية 76 فهل يرمز هذا الرقم إلى عدد السنين 76 ؟ فالنبوءات أحياناً تأتي على سورة رمز يحتاج إلى تأويل، كما يحصل في الرؤى الصادقة، كرؤيا يوسف عليه السّلام ، أو رؤيا الملك في سورة يوسف. وإليك الدليل على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:
( أ ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الديار، وكم يلبث الكفار بعد هذا الإخراج، وما نحن بصدده هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها وإخراج أهل فلسطين، فما معنى أن تكون هذه الآية في سورة بني إسرائيل ( الإسراء ) دون غيرها تتحدث عن الإخراج من الديار، ومدة اللبث بعد الإخراج؟!
(ب) قد يقول البعض إن الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليه و سلم ــ وهذا صحيح ــ ولكن الآية التي تليها هي: (( سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا )).
إذن هي سنّة في الماضي، والحاضر، والمستقبل.
(ج) الجذر الثلاثي ( فزز) اشتق منه في القرآن الكريم فقط ثلاث كلمات، [ الاستفزاز هنا الإزعاج والإيذاء من أجل الإخراج أو الاستنهاض. ومن هنا تمّ اختيار الجذر ( فزز) دون غيره. ] واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء، الآيات: 64، 76، 103، أمّا الآية 64: (( وَاسْتَفْزِزْ مَنْ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ... )) وهي 19 كلمة، وتقابل 19 سنة كما أسلفنا. وأمّا الثانية فهي الآية 76 والتي نحن بصدد إثبات أنها تشير إلى عدد السنين أي مقدار ما ستلبث إسرائيل، وهي تفسير رمزي للكلمة ( قليلاً ). أمّا الكلمة الثالثة: (( فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنْ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا(103)وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا(104) )): قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المباركة، وبذلك تمت السكنى ليتحقق وعد الأولى، وبعد زوال الإفسادة الأولى يحصل الشتات، وحتى تتحقق الثانية والتي هي الأخيرة: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا)). فالكلمة الثالثة ( يستفزهم ) تتعلق بالكلام عن الإفسادتين أي بوعد الآخرة موضوع هذا البحث. ولا ننسى أن البند (2) يشير إلى عدد الكلمات من بداية الحديث عن الإفسادتين إلى آخر الحديث: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )). وقد وجدنا أن عدد الكلمات هو 1443 وبذلك تطابق الرقم مع العام 1443 هـ ويكون عندها قد مضى عدد من السنين القمرية مقداره 1444 أي 19× 76.
سبق أن أشرنا إلى أن كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة، فإليك المعادلة التي تحصلت: الكلمة
( واستفزز) تقع في آية من 19 كلمة، والكلمة ( ليستفزونك) في الآية 76 والتي يراد إثبات أنّها ترمز إلى عدد السنين. والكلمة الثالثة ( يستفزهم ): وقد وجدت أنّها الكلمة رقم 1444 في سورة الإسراء. وبما أن الكلمة الأولى تتعلق بالرقم 19 وهذا يعني أن بداية المعادلة هو الرقم 19. وبما أننا سنتعامل مع مضاعفات العدد 19 بشكل دائم فعليه تكون المعادلة 19× 76 = 1444. وبما أن الـ 19 كلمة تقابل 19 سنة، وبما أن الـ 1444 كلمة تقابل 1444 سنة، وبما أن المعادلة صحيحة رياضياً، إذن الرقم 76 يدل على عدد السنين. وهو المطلوب. [ لاحظتُ أنّ عدد الآيات المحصورة بين سورة الفاتحة وسورة الإسراء هو ( 2022 ) آية !! ]
11- (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ.. ))
فجاسوا أي ترددوا ذهاباً وإياباً، وهذا التعبير في غاية الدقة، إذ لاحظنا وأنه وبعد وفاة سليمان عليه السّلام، انقسمت الدولة وبدأ الفساد، فكان أن جاء المصريّون، والأشوريّون، والكلدانيّون، فاحتلوا الدولتين من غير أن يزيلوا الملوك، بل أبقوهم على عروشهم، وفي العام 722 ق. م قام الأشوريّون بتدمير الدولة الشمالية إسرائيل [ وشعبها ينتسب إلى عشرة أسباط. وهم اللذين قاموا بالانفصال، وساروا في طريق الفساد. ] واستمر الجوس في الدولة الجنوبية، يهوذا حتى جاء ( نبوخذ نصر) وألقى القبض على الملك التاسع عشر المسمى ( صدقيا ) وقتل الكثيرين، وأسر الكثيرين، ودمر دولة يهوذا عام 586 ق. م. وبذلك انتهى الجوس في المرة الأولى. واللافت للنظر أن الجوس استمر باستمرار الفساد، وانتهى بتدمير الدولتين. ويُلحظ أن الفساد والجوس كانا متلازمين، أمّا في المرة الثانية والأخيرة فقد بدأ الفساد عام 1948 م في جزء من الأرض المباركة ثم اكتمل فيها بعد 19 عاماً، أي عام 1967 م أي أنّ الفساد شمل الأرض المباركة على مرحلتين، أمّا الوعد الأول فقد تلازم فيه الفساد والعقوبة. وهذا الفارق بين المرة الأولى والأخيرة نجده ينعكس في عالم الأرقام:
العام 722 ق. م هو عام تدمير إسرائيل الأولى، والتي هي أولى الدولتين وأولى المرتين، وهي التي بدأت الانفصال، وهي التي زالت أولاً، وبالتالي ينطبق عليها لفظ أولاهما.
العام 1948 م يوافق العام 1367 هـ، فيكون قد مضى على الإسراء 1368 سنة هجرية. وفي العام 1967 م يكون قد مضى على الإسراء 1387 سنة هجرية. وفي العام 2022 يكون قد مضى على الإسراء 1444 سنة هجرية.
والآن نرجع إلى سورة الإسراء:
فإذا جاء وعد أولاهما: رقم كلمة ( أولاهما ) من بداية الحديث عن النبوءة (( وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ))، ورقمها (38) أي 19× 2. ورقم كلمة ( وعد ) (72) ورقم كلمة ( الآخرة ) (73) في قوله تعالى: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة...)).
رقم كلمة ( وليدخلوا ) (76) وهذا ينسجم مع القول إن عمر دولة إسرائيل الثانية هو76 سنة، لأن كل كلمة في السورة تقابل سنة والدخول عند حصول وعد العقوبة.
إذا ضربنا رقم الكلمة ( أولاهما ) بالعدد (19) يكون الناتج 19× 38= 722. وهذا هو تاريخ سقوط إسرائيل الأولى. وبالتالي انتهى الجوس في إسرائيل.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وعد): 72× 19= 1368 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1948 أي عام بداية الفساد الجزئي في الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( الآخرة ): 19× 73= 1387 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1967، أي عام اكتمال الوعد بفساد الآخرة في كامل الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة ( وليدخلوا ) 19× 76= 1444 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 2022. وإذا استخدمنا المنطق الرياضي نفسه في الكلمتين ((.. لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ..)) فسوف نصل إلى نتيجة تقول: إن إساءة الوجه تتمثل في تجريد إسرائيل من صورتها الإيجابية المزعومة، والمصطنعة، وغني عن البيان أن قوة إسرائيل تتمثل في الدعم الخارجي من الدول الغربية، مما يعني أن سلاح إسرائيل الأول هو الإعلام، وبالتالي فإن إساءة الوجه سيكون لها آثار مدمّرة، على وجود إسرائيل، والأرقام تقول إنّ ذلك يبدأ عام 1986 م !!.
12- عام 1443هـ يُوافق العام 2022 م، وتشترك السنتان في (209) يوماً، أي 19× 11، إذ يبدأ العام 1443هـ بتاريخ 8/8/2021 م، وينتهي بتاريخ 28/7/2022 م، أي أن الاشتراك من تاريخ 1/1 إلى 28/7 مع العلم أن العام 2022 هو عام بسيط يكون فيه شباط 28 يوماً. ويبدأ العام
1443هـ يوم الأثنين، وينتهي يوم الخميس. أما العام 2022 م فيبدأ يوم سبت وينتهي يوم سبت أيضاً. ويلحظ أن 8 آب الذي هو أول يوم من أيّام 1443 هو التاريخ الذي يحتفل فيه اليهود إحياء لذكرى تدمير الهيكل الأول !! وقد أوردنا في هامش البند (9) أنّ ذلك كان في الشهر الخامس من السنة العبريّة، والذي يوافق الشهر الثامن في السنة الشمسيّة. [ كتاب الحياة ترجمة تفسيرية صفحة 160. ]
13- يقول ( محمد أحمد الراشد) إنّه يتوقع أن الأمر يتعلق بمذنب هالي لأن مذنب هالي – كما يقول الراشد – مرتبط بعقائد اليهود. وهذا الكلام دفعني إلى دراسة مذنب هالي، والذي يكمل دورته في مدة 76 سنة شمسية، وأحياناً في 75 سنة.
وجدت أن علماء الفلك يعتبرون بداية الدورة للمذنب هالي عندما يكون في أبعد نقطة له عن الشمس، والتي تسمى نقطة الأوج. ويرى أهل الأرض مذنب هالي عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس، والتي تسمى نقطة الحضيض.
العجيب أن هالي بدأ دورته الأخيرة عام 1948 م، ونجد ذلك في كتب الفلك. وقد بحثت في مراجع فلكية كثيرة لأعرف متى يرجع هالي إلى الأوج ليكمل دورته الأخيرة، فلم أجد من يتعرض لذلك. عليه فإذا قلنا إن الدورة ستكون 76 سنة، فإن هالي سيكمل دورته عام 2024 م، وهذا الأمر من الناحية النظرية. وكان أن وقع تحت يدي كتاب لفلكي مصـري اسمه: (ميكروكمبيوتر وعلم الفلك)، وبعد إعطاء الكمبيوتر المعلومات اللازمة، كان الجواب أن هالي سيعود إلى الأوج عام 2022 م، وبذلك يكون هناك تطابق بين النبوءة ودورة المذنب هالي (1948ــ 2022 م )، وهذا توافق عجيب يحتاج إلى التحقق من أصل النبوءة.
رأى الناس مذنب هالي بتاريخ 10/2/1986، أي عندما كان في الحضيض، وكان قد قطع نصف الطريق، في مدة مقدارها 38 سنة شمسية أي 19× 2. وإذا بقي يسير بالسرعة نفسها، فسوف يكمل دورته في 76 سنة، ووفق معطيات الكمبيوتر سيكمل آخر دورة له في 75 سنة شمسية: إذ بدأ دورته في بداية العام 1948، وسيكملها في آخر العام 2022 م. يلاحظ أن المدة من 10/2/1986 إلى آخر العام 2022 م هي 38 سنة قمرية، أي 19× 2. وبذلك يكون المجموع 75 سنة شمسية. والغريب أن النصف الأول من الدورة الأولى استغرق 38 سنة شمسية، وأن النصف الثاني سيستغرق 38 سنة قمرية. فهل لذلك دلالة تتعلق بالنبوءة ؟
سبق أن لاحظنا أن التعامل قبل 621 م كان بالسنة الشمسية، وأن التعامل بعدها بالسنة القمرية، أو بمعنى آخر: ماقبل الهجرة بالشمسي، وما بعد الهجرة بالقمري، وكأن القمري خاص بالإسـلام. فمن أوج إسرائيل إلى بداية حضيضها 38 سنة شمسية، ومن بداية صعود المسلمين من الحضيض إلى أوجهم، فيما يتعلق بالأرض المباركة، 38 سنة قمرية. وصعود المسلمين من الحضيض يعني بداية حضيض إسرائيل. ويلاحظ أن هالي يسرع في حركته بعد عام 1986 ليختصر سنة. ثم لاحظ سرعة التغيير في العالم بعد عام 1986.
هذه مجرد ملاحظات، وأخشى أن يخلط الناس بين هذا الكلام وأوهام الذين يعتمدون على الأفلاك في محاولة كشف الغيب.
14- حساب ( الجُمَّل) عرف عند اليهود، وعرف عند العرب قبل الإسـلام، ووظفه المسلمون في تـأريخ الأحداث. ولا يوجد حتى الآن ما يثبت أنَّه يعتمد إسـلامياً، ولا أميل إلى اللجوء إليه في أبحاثي حول العدد في القرآن الكريم، ولكنّ بعض الأخوة بعد الاستماع إلى البحث حول العام (1443 هـ، 2022 م ) طلب مني أن أحسب وفق حساب الجُمَّل قول الله تعالى في سورة الإسراء: (( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا )) ولا يخفي أن كلمة الآخرة تُقْرأ ( الآخرة ) أو ( الآخرة )، أي تنقص همزة، والتي هي في حساب الجُمَّل تعتبر ألفـاً. ويمكن اعتماد هذه القراءة هنا لأن الكلام ينتهي عندها، فيستحسن التخفيف كما ورد في سورة الكهف: ((... تَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(78) )) أما في النهاية فقال: (( مَا لَمْ تَسطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا(82) )) لاحظ كلمة ( تستطع ) وكلمة ( تسطع ). إذاً في القراءة الأولى يكون مجموع كلمة ( الآخرة ) وفق حساب الجُمَّل (2023)، أما وفي القراءة الثانية يكون مجموع كلمة ( الآخرة ) (2022) فتأمّل !!
سأكمل في الجزء الرابع ......