السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير وبركة ...
* * *
الحياة سفينة.. شراعها الأمل.. ومجاذيفها الرجاء.. نسير في بحر من التجارب.. والخبرات..
فنصطاد بشباك الشجاعة.. الأمل المفقود وسط أعماق البحار..
نحاول أن نستجمع أنفاسنا ونحن نغطس وسط الأعماق..
ونُحاول أن نبقى على نفس التيار..
دون أن يأخذنا إلى قرار مظلم.. غامق.. غائب الأنوار..
نتعلم من الغطس الكثير.. ونتعلم من البقاء في سفينة الرجاء..
فنستقر على باطن السفينة.. بثبات دون اهتزاز..
لكننا أحيانا قد نفشل.. ونعجز عن الوقوف بثبات..
وقد تُصيبنا مشاعر جديدة.. وتحلّ ضيفة ثقيلة على هوى النفس والرغبات..
وقد تبعث بين الأضلع أحاسيسا للضعف والهوان..
وقد تـُشعرنا بالتقهقر للوراء.. أو بالبقاء في مكاننا دون تقدم للأمام..
رغم جديتنا الكبيرة في السعي للتقدم للأمام..
ورغم رغبتنا في تحقيق كل الأماني والأحلام..
حين نرغبُ.. ونستطيعُ.. ونقدرُ.. ونحاولُ.. ونسعى..
ومن ثم نرجُو.. ونأملُ.. ونتمنَى.. وننتظرُ..
ولكننا أحيانا لا نستطيع لمس الآمال..
وقد ننتظر أية مساعدة من هنا أو هناك..
يظل الأمل دوما في القلب ينتظر من يأخذ بأيدينا ليمنحنا بعضا من الشجاعة..
ولكن ما يحز في النفس أننا لا نجد أحدا بقربنا..
فنتعلم مجددا من هذه الحياة الصمود لوحدنا..
والاتكال على أنفسنا.. وعدم الاعتماد على سوانا..
وبعد الإحساس بقيمة النفس.. والقدرة على الخروج من دائرة الضعف..
يتجلى لنا نور.. لم يكنْ يُنتظر.. نورٌ يأخذ بأيدينا ليعزز من قوتنا..
ويأخذ بنا إلى شاطئ الأمان..
فيسطع الأمل من جديد.. وتنبعث أشعته عبر كامل زوايا الجسم..
وينتشر نوره عبر كل ركن من أركان الجسد..
فنحيى من جديد.. ونعود أكثر قوة.. وحزما.. وعزيمة..
نقف بثبات لنرى ما مر بنا من عثرات.. فنجدها هباء منثورا..
إنه انتصارنا على العثرات.. والزلات.. والنكبات..
من الحياة أصبحنا نتعلم.. ونستفيد..
ولا تزال رحلة التعلم طويلة.. وقد نجد بين الآفاق رفقة متينة..
تأخذ بأيدينا لما نحتاج إليها.. ونرسم معًا معالم الرجاء.. يدًا بيد..
ونغرسَ معًا الأمل المخبأ في لـُب النفس والآمال..
ونمضي سويًا بانتظار غدٍ مشرق.. وآمال تكاد تكون أكيدة.. تلمس الحقيقة..