في حدثين علميين حول مخاطر الهاتف الجوال، حذرت مجموعة دولية من 23 باحثا وخبيرا بارزا، من اخطار الهاتف الجوال في حدوث اورام في المخ.
وطالب الدكتور رونالد هيربرمان مدير معهد بحوث السرطان التابع لجامعة بتسبورغ الاميركية الذي كان ضمن هذه المجموعة، 3 آلاف باحث وموظف في معهد السرطان الذي يديره، بالحذر لدى استخدام الهاتف الجوال، فيما اشارت دراسة دنماركية الى وجود مشاكل في سلوك المولودين الذين استخدمت امهاتهن الهاتف الجوال اثناء الحمل بهم.!
وقال العلماء في بيان ان «احدث الدراسات التي شملت افرادا ظلوا يستخدمون الهاتف الجوال على مدى 10 سنوات متتالية، تشير الى احتمال حدوث بعض الاورام الحميدة .. وبعض سرطانات الدماغ في المناطق التي توضع فيها السماعة على الرأس»، وفقا لما اوردته لهم صحيفة «بالتيمور صن» الاميركية في 24 يوليو الماضي.
وضمت المجموعة ديفيد كاربنتر مدير معهد الصحة والبيئة في جامعة ألباني، والدكتورة ديفرا لي ديفيس رئيسة قسم السرطان البيئي في جامعة بتسبورغ، والدكتور دان وورتنبرغ رئيس قسم الاوبئة البيئية في كلية روبرت وود جونسون للطب في بيسكاتاوي بولاية نيوجيرسي.
وكان الدكتور هيربرمان قد ارسل مذكرة الى باحثي وموظفي المعهد قال فيها ان استخدام الهواتف الجوالة «قد يشكل خطرا جديا ً».
ونبه مستخدمي الهواتف الجوالة بأن عليهم الا ينتظروا صدور دراسات ذات نتائج نهائية وحاسمة بشأن الأضرار المحتملة وإنما عليهم التصرف الآن.
وقال إن تحذيره ينطلق من النتائج الأولية التي خلصت إليها بيانات غير منشورة. وأكد على اهمية حماية الأطفال لأن أدمغتهم تكون في طور التشكل والتطور، ونصح الكبار بتغيير الأذن اثناء المكالمة.
واعقب هيربرمان رسالته، بإعلانه يوم 30 يوليو عن خطط لدراسة تأثيرات الهاتف الجوال بعيدة المدى، وقال انه يتناقش حول هذه الخطط مع عدد من كبار الخبراء ومنهم باحثون في معهد أندرسن للسرطان وباحثون آخرون في مركز السرطان البيئي في معهد بيت للسرطان.
تجدر الاشارة الى ظهور نتائج متباينة حول علاقة استخدام الهواتف الجوالة ومخاطر عالية للإصابة بورم في الدماغ.
وقد اشارت دراسة حديثة نشرت الربيع الماضي في مجلة «إنترناشنال جورنال اوف انكولوجي» لعلوم السرطان، ان مراجعة لعدد من الابحاث اظهرت عدم وجود صلة بين ظهور الاورام واستخدام الهاتف الجوال.
إلا ان دراسة تحليلية اجراها هذا العام باحثون من جامعة اوتاه الاميركية لنتائج تسعة ابحاث، اشارت الى وجود صلة بين الهاتف الجوال والسرطان، فيما اشارت دراستان العام الماضي من فرنسا والنرويج، الى نتائج مماثلة.
اما الدراسة الدنماركية فقد كشفت ان الاطفال الذين استخدمت أمهاتهم الهاتف المحمول كثيرا أثناء حملهن بهم والذين يستخدمون هم أنفسهم هواتف محمولة عرضة أكثر للمعاناة من مشكلات سلوكية.
وقالت الدكتورة ليكا خيفيتس من كلية «يو.سي.ال.ايه» للصحة العامة التي ساهمت في اجراء الدراسة لوكالة «رويترز»، ان النتائج «يجب قطعا عدم المبالغة في تفسيرها لكنها مع ذلك تشير الى اتجاه يحتاج الى دراسة أخرى» لبحث الآثار الصحية المحتملة وسبل تقليل المخاطر ان وجدت.
وبحثت خيفيتس وفريقها مجموعة من 13159 طفلا جندت أمهاتهن للمشاركة في دراسة جماعة المواليد الوطنية الدنماركية منذ المراحل الاولى لحملهن.
وحين بلغ الاطفال سن السابعة طلب من الامهات استكمال استبيان بشأن سلوك أطفالهن وصحتهم، اضافة الى استخدام الام للهاتف المحمول أثناء الحمل واستخدام الطفل للهواتف الجوالة.
وبعد ضبط الباحثين للاسباب التي يمكن ان تؤثر على النتائج مثل المشكلات المتعلقة بالطب النفسي للام، والعوامل الاجتماعية الاقتصادية، اتضح ان الاطفال الذين تعرضوا للهواتف الجوالة قبل الولادة وبعدها، تزايدت لديهم بنسبة 80 في المائة احتمالات حصولهم على درجات غريبة أو متوسطة في الاختبارات التي تقيم المشكلات العاطفية ومشكلات السلوك والنشاط المفرط أو المشكلات مع أقرانهم.
وكانت المخاطر أعلى للاطفال الذين تعرضوا للجوال قبل الولادة فقط مقارنة بالذين تعرضوا له بعد الولادة فقط إلا انها كانت أقل عن الاطفال الذين تعرضوا له في الفترتين.
وأشارت خيفيتس وزملاؤها الى ان تعرض الجنين لمجالات ترددات موجات الهاتف الجوال، عبر استخدام الام لهاتفها ضئيل للغاية على الارجح.
واضافت انه ومع ذلك فقد أظهرت الدراسة ان الاطفال الذين يستخدمون الهاتف الجوال يتعرضون لطاقة كهرومغناطيسية أكثر من البالغين لان آذانهم وأمخاخهم أصغر.
ودراسة اخرى تقول ..
لى أن الهواتف الجوالة يمكن أن تؤثر على صحة الأشخاص الذين يستخدمونها.
ويشير البحث الجديد الذي أجراه علماء فنلنديون إلى أن الأمواج الكهرومغناطيسية المنبعثة من أجهزة الهواتف الخليوية تؤذي الخلايا في الغشاء الحيوي الذي يحمي الدماغ من السموم. والدراسة الفنلندية التي استمرت عامين هي أول دراسة تظهر أن أمواج الهاتف الجوال الميكرويفية يمكن أن تلحق الضرر بالأنسجة البشرية.
ووجد البحث أن خلايا الأوعية الدموية المستنبتة مخبرياً تتصرف بشكل شاذ عندما تقصف بأمواج كهرومغناطيسية حتى ضمن حدود السلامة المعتمدة للهواتف الجوالة. والغشاء الخليوي الذي يعرف بحاجز الدماغ الدموي هو عبارة عن حزمة ضخمة من الأوعية الشعرية الدقيقة التي توصل الأكسجين والمغذيات للدماغ وتنزع منه ثاني أكسيد الكربون والفضلات