تلك البوارق حاديهن مرنان
تلك البوارق حاديهن مرنان= فما لطرفك يا ذا الشجو وسنان
شجت صوارمها الأرجاء واهتزعت= تزجي خميسا له في الجو ميدان
تبجست بهزيم الودق منبثقا= حتى تساوت به أكم وقيعان
سقى الشواجن من رضوى وغص به= سر وجوف وغصت منه جرنان
وجلل السهل والأوعار معتمدا= ربوع ماضم عندام وجعلان
وراث ينصح للجرداء ساحتها= وطم ما رد صفنان وصحنان
يريق في الجو منه ريق هطل= في لوحة من سناء البرق ألوان
ان هيج البرق ذا شجو فقد سهرت= عيني وشبت لشجو النفس نيران
وصير البرق جفني من سحائبه= يا برق حسبك ما في الأرض ظمأن
اني أشح بدمعي أن يسح على= أرض وما هي لي يا برق أوطان
هبك استطرت فؤادي فاستطر رمقي= الى معاهد لي فيهن أشجان
تلك المعاهد ما عهدي بها انتقلت= وهن وسط ضميري الآن سكان
نأيت عنها ولكن لا أفارقها= بلى كم افترقت ورح وجثمان
وكيف أنسى عهودي في مسارحها= وهن بين جنان الخلد بطنان
أم كيف يمكن سلواني فضائلها= نعم لدي لذا السلوان سلوان
معاهد ساقني منها محاسنها= ان شاق غيري آرام وغزلان
لها على القلب ميثاق يبوء به= ان باء بالحب في الأوطان إيمان
نزحت عنها بحكم لا أغالبه= لا يغلب القدر المحتوم انسان
كأنني واغترابي والغرام بها= حي قضى خلفته بعد احزان
هي النوى جعلتني في محاجرها= مثل الخيال وروحي ثم جثمان
أعيش في غربة عيش السليم على= رغمي وليس الى الترياق امكان
يا برق حرك همومي ان تكن سكنت= فكل حظي تحريك واسكان
ما زال ينشط بي همي وأصبره= وناشط الهم لا تزويه ارسان
يا برق هل والحنايا من ضعاضع قاد= التام فالطف حياهن هتان
وهل ذرى القفص فالمقراة معشبة= وهل قطين بعليا قاعر بانوا
عهدي بها ونضير العيش يصحبها= والدهر في غفلة والشهب اخوان
نشأت فيها وروضاتي ومرتبعي= روح الفضيلة لارند وريحان
ارتاح فيها الى "خل" فيبهرني= صدق وقصد ومعروف وعرفان
فحال حكم النوى بيني وبينهم= هنا تيقنت أن الدهر خوان
حتى م يا دهر لا تبقى على بشر= حر وحتى م ضيم الحر احسان
أكل رأيك حربي أم لها أمد= فان عهدي وللحالات ألوان
حل العقال وأطلقني الى سعتي= ففي سجونك للميدان فرسان
يا دهر يا باخس الأحرار حقهم= اعط العدالة ان الله ديان
فيم التقصي بأهل الفضل ان نقصت= حسناك زادوا وان شان الورى زانوا
لا يثقلون وان خفت عيابهم= عن الندى ولهم بالحلم رجحان
أخفى غبارك يا دهري محاسنهم= فان دعوتهم في نكبة بانوا
أن تعرف الحق فيهم لم تذد أسدا= عن الورود وعير الحي ريان
يا ناقل العيس من عليا (بدية) ح= يث اليحمد الحائزون المجد قطان
خلف وراءك (عزا) (والمضيرب) وال= دريز "والقابل" الراسي بها الشان
وخل (ابراء أعلاها وأسفلها )= حيث القطين ملوك الناس قطحان
(وخذ) بأوجهها عن ساحتي (سمد)= مياسر (الفتح حيث الحي كهلان)
ودع وراءك ان غربت (أخشبة)= تجري المجرة فيها وهي (سدران)
(ويا من(الدوح)(والخضراء) منتحيا= افناء حلفين حيث السوح جرنان)
واعمد الى (الجوف) واستظهر أسافلها= أرض لعامر أهل الفضل أوطان
وافرق بها البيد حتى يستبين لها= ( فرق) على "بيضة الاسلام"(1) عنوان
فان تيامنت الحوراء شاخصة= لها مع السحب أكناف وأحضان
فحط رجلك عنها انها بلغت= "نزوى" وطافت بها للمجد أركان
فطالما وخدت تبغي لبانتها= كأنهن مع الانضاء عقبان
انزل فديتك عنها ان حاجتها= عدل وفضل وانصاف واحسان
انزل فديتك عنها ان وجهتها= تخت الأئمة مذ كانت ومذ كانوا
هنالك انزل وقبل تربة نبتت= بها الخلافة والأيمان ايمان
انزل على عرصات كلها قدس= للحق فيهن أزهار وأفنان
انزل على عذبات النور حيث حوت= أئمة الدين بطنان وظهران
حيث الملائكة احتلت مشاهدهم= لها على الحل والتعريج ادمان
أرض مقدسةقد بوركت وزكت= تنصب فيهامن الأنوار معنان
ما طار طائرها لله محتسبا= له جناحان ايقان وعرفان
إلا وقام يمين الله ساعده= والفتح والنصر والتأييد أعوان
ميمونة بركات الله تنفحها= واليمن يثمره علم وإيمان
رست بها هضبة الاسلام من حقب= وان قضت باستتار العدل أحيان
قديمة الذكر عاذ الدين عائذها= من يوم أصبح توحيد وقرآن
قامت بها قبة الاسلام شامخة= حتى تواضع بهرام وكيوان
ولم تزل عرصة للعدل عاصمة= للاستقامة فيها الدهر سلطان
كم أشهر الله فيها من حسام هدى= كأنها لسيوف الله أجفان
كنانة لهام الله ما فرغت= مذ كان للجور سلطان وشيطان
بحجة الله قامت في الشقاق لها= بدين ذي الثفنات الحبر ايقان
لسرها واختصاص الله قائمها= بالنصر والفتح برهان وبرهان
تعاقبت خلفاء الله منصبها= من يوم (الجلندى) وختم الكل (عزان)
أئمة حفظ الدين الحنيف بهم= من يوم قيل لدين الله أديان
صيد سراة أباة الضيم أسد شرى= شمس العزائم أو اهوان رهبان
سفن النجاة هداة الناس قادتهم= طهر السرائر للاسلام حيطان
تقيلوا مدح القرآن أجمعها= اذا استحق مديح الله ايمان
جدوا الى الباقيات الصالحات فلم= يفتهم في التقى سر واعلان
على الحنيفية الزهراء سيرهم= والوجه والقصد ايمان واحسان
بسيرة العمرين استلأموا وسطوا= لشربة النهروان الكل عطشان
صعب الشكائم في ذات الاله فان= حناهم الحق عن مكروهة لانوا
مسومين لنصر الله أنفسهم= أرواحهم في سبيل الله قربان
سبق إلى الخير عن جد وعن كيس= دانوا النفوس فعزت حيثما دانوا
سيماهم النور في خلق وفي خلق= وهديهم سنة بيضاء تبيان
مقيدون بحكم الله حكمتهم= وهمهم حيثما كان الهدى كانوا
هم أسمع الناس في حق وأبصرهم= وفي سواه هم صم وعميان
لم تلههم زهرة الدنيا وزخرفها= اذ همهم صالح يتلوه رضوان
باعوا بباقية الرضوان فانيهم= كأن لذة هذا العيش أوثان
وقف على السنة البيضاء سعيهم= وفي الجهادين ان عزوا وان هانوا
ما زايلت خطوة المختار خطوتهم= ولا ثنى عزمهم نفس وشيطان
فجاهدوا واستقاموا في طريقته= عزومهم لصروح الدين أركان
وسلطوا بحدود الله حكمهم= حتى استقام لحكم الله سلطان
أولئك القوم أنواري هديت بهم= عقبى محبتهم عفو وغفران
أئمتي عمدتي ديني محجتهم= غوثي اذا ضاق بي في الكون امكان
لا يقبل الله دينا غير دينهم= ولا يصح الهدى الا بما دانوا
من عهد بدر وأحد لا تزعزعهم= عن موقف الحق أزمات وأزمان
حقيقة الحق ما دانوا به وأتوا= ما عداه أخاليط وخمان
ان يشرف الناس في الدنيا بثروتهم= فثروة القوم اخلاص وايقان
لله ما جمعوا لله ما تركوا= لله ان قربوا لله ان بانوا
أزكى الصنيعين ما كان الهدى معه= لديهم وله في الحق رجحان
تراهم في ضمير الليل صيرهم= مثل الخيالات تسبيح وقرآن
هم الأباضية الزهر الكرام لهم= بعزة الله فوق الخلق سلطان
لا يعرف العدل الا في استقامتهم= لم يوف الا لهم في العدل ميزان
في الذب عن حرمات الله شأنهم= لا شأن دنياهم نيل وحرمان
رضوا ببلغة محياهم على خطر= منها كأنهم بالبلغة اختانوا
سيما التعفف تكسوهم جلال غنى= فالقلب في شبع والبطن خمصان
سمت الملوك وهدى الأنبياء على= أخلاقهم فكأن الفقر تيجان
تمثلت لهم الدنيا فما جهلوا= حقيقة الأمر ان العيش ثعبان
جازوا الجسور خفاف الحاذ وقرهم= زهد وخوف واصبار وشكران
فاز المخفون من دار الغرور فلا= خوف عليهم ولا بالقوم أحزان
مضوا وآثارهم نور وذكرهم= رحمى ومضجعهم روح وريحان
تتابعوا دولة في أثر سابقة= كما جلى الرسل أحيان فأحيان
حتى انجلى الكوكب الدري فانكشفت= بنوره عن وجوه الحق أغيان
هنالك انبعثت روح الحياة الى= جسم الوجود وقد أراده طغيان
وقام للحق شأن بعدما لغيت= من الكوارث أحكام وأديان
واصلت الله أصليتا يحس به= سواعدا شدها بغي وكفران
وأعرب الكون عن بشرى ضمائره= فالكائنات أغاريد وألحان
أمنية رقب الاسلام طلعتها= أتاحها الله لم يضرب لها آن
وللأماني أوقات اذا قدرت= وللأماني آيات وايذان
تمنعت في خدور الغيب آونة= ثم انجلت فانجلى عدل واحسان
ما ساورتها صروف الدهر اذ نجمت= وما لرد مراد الله امكان
وحكمة الله في التدبير قاهرة= وقائد العقل في المقدار حيران
يقضي بما يشاء والأسباب جامدة= ويحكم الأمر والأفكار عميان
يختص من شاء بالرحمى ويصرفها= عمن يشاء وفي الحكمين رحمن
ان الذي يتعاطاه الذكاء لدى= حكم المقادير تخمين وبهتان
ما حيلة الظن والأوهام في قدر= الا قصور وعجز ثم اذعان
لابد أن تربط الأفهام وحدته= ولو تطاول تقريب وامعان
خذ ما أتاك وسلمها لخالقها= فالشأن لا غير للاكوان ديان
انظر الى دولة أعيت معاجرها= رأى الفحول ففيها ثم برهان
أرادها الله فاحتلت مناصبها= والعقل في نصب والكون اسجان
بأسهم الله ترمي من يقاومها= ولا يقوم لسيف الحق بطلان
ان الأسنة لا تعدو مقاتلها= ان شد بالجد والتوفيق مطعان
عادت الى جدلها من طول غربتها= خلافة الله والاسلام جذلان
عناية الله تحدوها لموطنها= وللخلافة في الاسلام أوطان
تنحو ابن بجدتها العليا وبؤبؤها= وشأنها لمصاص المجد خلصان
تقلد العقد منها صدر قيمها= صدر بخالصة الايمان ملآن
همامها العاصم الكافي لعصمتها= له على حملها جد وأقران
صميدع مثل صدر السمهري له= في هضبة المجد اجدال وأغصان
رحب المباءة قرم لا بواء له= بفضله شهدت سهل وأحزان
مشمر أحوذي رأيه فلق= وعزمه قبل وضع الرمح طعان
مروع ألمعي في بصيرته= من الذكاء لمحض الرأي تبيان
تحكمت من أصيل الرأي فطنته= كأنها فيه أبصار وآذان
يطوي عزائم بالتقوى وينشرها= كأنهن بخصم الله نيران
أصاره علمه بالله محض هدى= وغير بدع هدى يذكيه عرفان
لم يترك العلم منه موضعا كدرا= يمثل الشمس منه الذات والشأن
ما زال تمحصه التقوى ويمحصها= وسره ملك والشخص انسان
حتى تمحض نورا لا يكدره= خير وشر واغيار وأغيان
والعلم بالله والاخلاص عارفة= من الكريم وتخصيص واحسان
مواهب ساقها من فيض رحمته= لا نفس ما لها في الناس حسبان
يعدها الناس من أحجار سوحهم= وهن في ملكوت الله شهبان
يمشون بلها وهم النفس في كيس= والعقل في الوجد بالمشهود ولهان
والفتح يقصد قلبا ما به سعة= إلا لمن لم تسعه قط أكوان
محبة الله سر حيثما صدقت= لها على عالم الامكان سلطان
تعطيك فتحا وان سدت مغالقه= وطور عقلك في ذا الفتح حيران
فلا عليك اذا صحت محبته= اذا وفى لك هذا الخلق أو خانوا
لله ما أنفس في سرها اشتعلت= بالحب لله أنوار ونيران
تحل في الأرض والالباب طائرة= في عالم فيه أهل الله ندمان
ريانة بشراب الحب محرفة= والحال صحو وكل الشرب نشوان
تلك النفوس التي هذا (الامام) لها= قطب ومورده الصافي لها حان
خاض الحقيقة كشفا فاستقام له= شف وشرع وتكميل وسلطان
جاءت امامته والآرض مظلمة= والناس فوضى وأهل الجور ذؤبان
فاشرق العدل في أرجائها ولقى= عز المفاسد ارهاق وايهان
جاءته ما كان بدعا من أئمتها= من جده ابن تميم المجد(عزان)
في ضئضئ العزة القسعاء محتده= اذا تفاخر قحطان وعدنان
بذروة اليحمد الصيد الملوك له= اعراق مجد وأساس وبنيان
لا ينكر الناس ما للقوم من قدم= وكيف يلحق عين الشمس نكران
احسابهم ومعاليهم ودينهم= كواكب وهدايات ورضوان
ما اختاره الله صفوا من خلاصتهم= الا وللصفو من اكرامه شان
(يا سالم ) الدين والدنيا ابن راشد خذ= أمانة الله والأقدار أعوان
أنت الضليع بها حملا وتأديه= اذ كل أمرك تدبير واتقان
احذر واصعد وايقن ان صاحبها= سيف من الله لا تحويه أجفان
يسوسها مؤمن بالله معتصم= وخير ما دبر الأملاك ايمان
للاستقامة في تقديره قبس= فظنه تحت نور الله ايقان
لا يصرف (الفكر) في شيء فيخلفه= لأنه من فيوض الكشف ملآن
والمؤمنون بنور الله ناظرة= عيونهم وعين الله أعيان
يا للرجال وداعي الله بينكم= لبوا الدعاء فان الصوت قرآن
يا للرجال ألم يأن الجهاد لكم= بلى لقد فات ابان وابان
يا للرجال أقيموا وزن قسطكم= فما لكم قبل وزن القسط ميزان
يا للرجال احفظوا أوطان ملتكم= فما لكم بعد خذل الدين أوطان
يا للرجال أحفظوا أحساب مجدكم= ان لم تكنن فيكم للدين أشجان
يا للرجال اندبوا لله غيرتكم= فالوقت قد ضاق والتثبيط خسران
يا للرجال الا لله منتصر= فناصر الله لا يعروه خذلان
يا للرجال أروني من شهامتكم= ان الحوادث آساد وسيدان
يا للرجال اجعلوا لله نجدتكم= فالغاية الفتح أو موت ورضوان
يا للرجال ألم يحزنكم زمن= طار(البغاث) به وانحط عقبان
يا للرجال ألم يدهش عقولكم= صوت الأرامل والأيتام إذهانوا
هذا اليتيم قد انحازت مفاصله= من جلبة الجوع والظلام تخمان
يا للرجال بيوت الله قد هدمت= وما لها للعدا نهب وحلوان
يا للرجال دماء المسلمين غدت= هدرا كما عبثت بالماء صبيان
فلا قصاص ولا أرش ولا قود= كأن لحم بني الاسلام جعلان
يا للرجال أفيقوا من سباتكم= فقد أحاط بكم بغي وعدوان
أخيفة الموت ظل العجز يقعدكم= وليس للأجل المعدود نقصان
لا يحجب الموت جبن عند موقعه= ولا يقدم وعد الموت شجعان
يا للرجال لقد ذلت حفيظتكم= اذا استطاعت على الأساد حملان
ان السيوف التي كانت لسالفكم= ما ضمها معهم رمس وأكفان
مريضة هي في الأجفان أم مرضت= قلوبكم أم نأى عنهن وجدان
بئس السيوف اذا حلت عواتقكم= وما بها لعتيق المجد أحزان
لا تحجبوها أناثا في مغامدها= فان تلك اليمانيات ذكران
فديتكم أوردوها انها عطشت= ان كان فيكم يلاقي الري عطشان
كانت بوارق في الأخطار ساهرة= وهم أصحابها في المجد سهران
فاليوم نامت هموم القوم في جدث= وساهر البرق في الأغماد وسنان
تكاد أن تتلاشى من تحرقها= غيظا على صار أو حزنا على كانوا
أورثتموها من الأوتار مشعلة= كأنها في دخان الحرب نيران
واليوم تغمط فيكم وهي مغضبة= وما بكم لحقوق السيف غضبان
ما عودتها بنو عدنان ما لقيت= منكم ولا أسكنتها الغمد قحطان
لا تحملوها اذا كانت لزينتكم= ان الرجال بفعل السيف تزدان
فليت أسيافكم صارت معاولكم= وليت خيلكم معز وثيران
حتى م طرف الهدى سهران من قلق= فيكم وطرف العدا في الظلم سهران
ليست بسنتكم مذكان عنصركم= وانما الحظ كالأزمان أزمان
يا للقبائل يا أهل الحفاظ ومن= أمجادهم في جبين الدهر عنوان
شدوا العزائم في استدراك فائتكم= ان العزائم للادراك أقران
أهل المكارم ان الله أكرمكم= بنعمة العدل اذ للجور بركان
لا تكفروا الله في نعماء أنعمها= فانما يربط النعماء شكران
فأين أين ذئاب الدو حمتها= بنو تمام ومن ربته(جعلان)
وأين عنها الجنيبيون أنهم= سعد العشيرة عليا مذحج كانوا
غاراتهم برياح الموت عاصفة= وفخرهم بحميد الذكر يزدان
وأين رأسب سيف الأزد أنهم= سارت بصيتهم في الأرض ركبان
وأين أهل الذمار الهشم بحرهم= بالمجد والفضل فياض وملآن
عهدي لهم نجدة في الحرب شاهرة= ومنهم لحقوق الله أعوان
ويا لشمس وكبات الخميس لكم= أنتم لها يا أسود الله أركان
أنتم سماء الوغى لبوا أمامكم= وعندكم من ثغور الله (جعلان)
وأين أولاد عيسى والحفاظ لهم= نجد ضراغم أو اهون رهبان
صميم كنده حي الملك من يمن= عهدي بهم للهدى حصن وايوان
شدوا فديتكم أنتم بواسلها= أم فيكم لمصاب الدين سلوان
وأين يحمدها الحرث الكرام ففي= عزائم القوم جنات ونيران
ضنائن الله أنتم لا يزال لكم= في نصرة الله صولات وسلطان
يبلى الزمان ولا تبلى محامدكم= ما دام يحمد مطعام ومطعان
ان كان (صالح) طود المجد فارقكم= فان اصلاحكم رضوان ونهلان
(عيسى) لكم خلف صدق لخير أب= وفي (علي) أخيه للعلي شأن
صنوان يستبقان المجد في حسب= سيارة الشهب في جنبيه صوان
وفيكم الأسد الكرار فارس شر= فاء ابن عمهما الكافي (سليمان)
السيد ابن حميد سطوتكم= ومن له في بناء المجد أركان
بحر المكارم غوث الخلق من شملت= للكون من بره رحمى واحسان
الباسل البطل المغوار من شهدت= بطول يمناه آباء وولدان
وفيكم من رجال المجد من خرست= عنه القوافي ولم يبلغه تبيان
أين المساكرة الصيد الغطارف من= ذوائب الأزد حيث المجد والشان
في ذروة المجد من فهم اذا انتسبوا= أساود الموت يوم الهول طوفان
شم اذا حزموا نار اذا عزموا= شهب اذا رجموا للفضل هتان
كواكب العز لا ترعى مسارحهم= ولا تراع لهم بالضيم جيران
وأين حبس كرام الخيم من قدم= وفيهم من عباد الله غسان
سيوفها وعواليها وأسهمها= وهم اذا افتخر الفرسان فرسان
وأين أسد شراها من وهيبة أهل= الجد والجود ان شدوا وان لانوا
وأين عامر والاحساب مشرقة= ناهيك من عامر والأصل عيلان
وأين همدان من صفين تعرفهم= اذ عك عك واذ همدان همدان
وأين قائدهم ليث المعارك صم= صام المعاضل بدر الفضل سلطان
وأين نار الوغى ال المسيب من= قضاعة وزعيم القوم زهران
وأين وائل والآثار شاهدة= ومجد وائل في التاريخ شهبان
وأين معولة قبل الرسول لهم= على (مزون) أتاوات وتيجان
وأين عنها ذئاب الخطم إن لهم= مناقبا لا يدانيهن انسان
وأين حلقوم ذاك الملك معصمه= سمائل فهي للسلطان سلطان
وأين عن أجربيها منع بيضتها= والأجربان بنو عبس وذبيان
يا جمرة العرب يا عبس الطعان الا= لا يطفئن جمركم بغي وعدوان
لا تشعلوا الحرب الا في مواقدها= حيث الجهاد على الباغين مونان
ويا بني عمنا ذبيان مجدكم= أنا وإياكم في المجد صنوان
بآل حصن وبالعمرين قد فرعت= عزا ونبلا جميع الناس غطفان
إذا مدحت بني ذبيان اخوتنا= أظهرت شمسا لها في العين برهان
فياليوث بغيض در دركم= هلا سباق الى خير وارهان
فرسان داحس والحنفاء حسبكم= من الرهان جهاد فهو ميدان
ذروا الضغائن تذروها الرياح فما= تبقى على خالص الايمان اضعان
ان الحظوظ التي ترجى بالفتكم= في الدين في محكم التنزيل فرقان
وما شفاء حزازات الصدور سوء= ان يستبد بطب القلب ايمان
وأين أزكى وطيس الحرب ما فعلت= فان عمدة هذا الأمر جرنان
وأين حمير أهل العز ما اعتتبوا= عن وعر عزتهم يوما ولا هانوا
صيد صناديد اقيال عباهلة= أسد كواسر في الهيجاء حردان
جاءت ريام بما أعلته حمير من= مجد وقام على البنيان بنيان
وأين حميرها الثاني وأسرته= ذوو المعالي ملوك الناس نبهان
أبقى له السؤدد الأعلى كواهله= مظفر وسليمان وكهلان
هود عرار فلاح محسن ملكوا= فنبهوا الملك حينا وهو نعسان
وكان من فرعهم ملك اليعاربة ال= صيد الكرام وما ادراك ما الشان
سل سيف يعرب عن أخبار سيرتهم= فمنطق السيف اعراب وألحان
ويا بني غافر عليا قريش لكم= أصل وانتم لذاك الأصل أغصان
قوموا الى الله واعتدوا لنصرته= فموعد الله جنات وغفران
وأين أطوادها العليا بنوحكم= أين الذهول سراة المجد شيبان
وأين رهط بني سمح فوارسها= بنو شكيل وأين الأسد كلبان
وأين قوام أمر الناس قادتهم= بنو خروص حماة الدين مذ كانوا
وأين عنها ليوث الغاب مرتها= بنو هناءة ما دينوا وكم دانو
أين اليعاقيب أرض السر ملكهم= ومن مفاخرهم للفخران أركان
وأين أهل الغنى في كل معضلة= بنو علي بن سود أين حدان
وأين يا آل سعد عزم نجدتكم= وأنتم لرسول الله أحضان
هلم يا ابن هلال قم بنصرتها= فالمسلمون بهذا الدين بنيان
وأين من آل بدر سادة نجد= مبادرون الى الخيرات سرعان
أين الحواسنة النجب الكرام فما= عهدي لهم في كفاح الحرب أقران
وأين عنها عواديها بنو عمر= فان جانبهم بالفخر عمران
وأين ضنك واقبال النعيم بها= أين الصلوف وطود الفضل سلطان
وأين كعب وأين الحي من قتب= أين الظواهر والفرسان كهلان
وما رجاء بني يأس على خطأ= فانما القوم أعوان واخوان
قوم على صهوات الخيل طفلهم= يربو له من دم الأطفال ألبان
مساعر الحرب ان تنزل لهم نزلوا= وان تعاضلهم ركبا فركبان
أسد خدورهم سمر الرماح فان= شب الهياج فتلك السمر شهبان
صعب شكائمهم سحب مكارمهم= ان حاربوا صعبوا أو أكرموا هانوا
لا يقتنون رياشا فوق سابغة= كأنهن اذا ألقين غدران
وغير صفحة هندي مفللة= كأنها بنفاث الموت ثعبان
وغير أنياب أغوال مسننة= من عهد عادلها ذكر واسنان
وغير شمس سراحيب مفنقة= كأنها في قتام الحرب غربان
تعلمت من مراس الحرب نجدتها= فهن تحت يد الشجعان شجعان
كأنهن أعاصير اذا احتدمت= نار الوغى وهي في التسنين دؤبان
تلكم حصون بني يأس ومعقلهم= لا يحصن القوم أسوار وأفدان
وأين عنها بنو بطاش أين هم= من لي بهم وهم للحرب أخدان
طال الرقاد بكم هبوا فديتكم= فالشمس طالعة والسيل ارعان
عادات طيء تخضيب السيوف وار= واء المثقف وهو اليوم عطشان
أين العصائب من قحطان أجمعها= وأين من نتجت للمجد عدنان
هبوا لأخذ المعالي من مراقدكم= فليس يستدرك العلياء نومان
هبوا لداعي الهدى هبوا لعزتكم= وكيف نومكم والخصم يقظان
جدوا فديتكم في نصر دينكم= فاليوم فيكم لنصر الدين امكان
كتائب الله لا يحتل بيضتكم= خصم مساعيه في الاسلام ثعبان
كتائب الله ذودوا عن حياضكم= كي لا يهدمها بغي وكفران
كتائب الله ما عيش الذليل لكم= عيش ولا في منايا العز نقصان
كتائب الله لم يعهد بكم خور= وللجبال على الأزمات أقران
كتائب الله حاموا عن حنيفتكم= قد لوثتها خنازير وصلبان
كتائب الله دين الله في طلق= والمشرفيات في الأيمان طلقان
كتائب الله لم تخلق نفوسكم= لكي يسخرها ذل وأهوان
كتائب الله أدعوكم إلى شرف= عقباه أن تصدق النيات رضوان
كتائب الله يوم الهول عيدكم= فما لكم لبغيض الله عبدان
يا غارة الله والأحكام مرملة= لها من الحزن بالتعطيل اردان
يا غارة الله والحر الغيور له= صدع وما أذنت بالصدع آذان
يا غارة الله نخزى في ديانتنا= أليس عارا وحامي الدين خزيان
يا غارة الله نحيا كالبلية في= عقال سوء وما بالرجل عقلان
يا غارة الله كم نرضى مهانتنا= والسيف يرفع أقواما وإن هانوا
أين العزائم أين النخوة انتقلت= أين الحفاظ وأين العز والشان
أين الشكائم في الاسلام ما فعلت= أظنها مع آباء لنا بانوا
سلوا القبور التي ضمت أصولكم= هل واطنوا الذل أم في دينهم هانوا
ربوا لكم بالظبي والسمر ملتكم= وأنتم الآن تجار ورهبان
تركتم سنة الأسلاف مطرقة= ولا يؤنب بالأطراق خجلان
تمشون هونا كأن الزهد أثقلكم= وأنتم بهوان النفس ثقلان
أما يحرككم أن قال ناصحكم= الأصل كاس وفرع الأصل عريان
أقول للبعض منكم وهو عن أسف= والحر يأسف للأحرار إن شانوا
قد كنت نخبة هذا الأمر من قدم= واليوم أنت على الأبواب ذبان
ماذا تقول اذا كنت ابن بجدتها= والأصل معرفة والفعل نكران
طالع صحيفة مجد أنت وارثه= ان كان فيها مجيد القوم خوان
اذا تنكرت للاسلام عن حسد= فاسأل أباك وليَّ الله ما الشان
يخبرك أنك قد فارقت خطته= وانه للذي فارقت حسران
أبعد شيبك في الاسلام يفعلها= يبكي الخليل لها والحبر شاذان
أحسن عزاءك من علم ومن عمل= وأنت للطمع المرذول نجران
واليوم أنت على الأبواب ذبان= وأنت للطمع المرذول تجان
أين السوابق يا قمقامها طويت= أعاذك الله طاويهن شيطان
أساءت العدل اذ قامت به فئة= لها مع الله أقدار وأوزان
ألا تكون لها قطبا تدور به= هل أنت عن قطبها المعهود غفلان
(أظن عهد الشهيدين اللذين هما= يستنصرانك قد أعفاه نسيان)
( أبعد أحبارك الأبرار تنسفها= وأنت في بحرها دور ومرجان)
بنيت قبة ايمان وتهدمها= لله هل بعد هذا الهدم بنيان
نظرت أحمد حتى حل مسكنه= في الخلد من حوله حور وولدان
وصار عند أبيه في حظائر قد= س الله حظهما فوز ورضوان
عدوت تنقضها مثنى وواحدة= وكاكم في مقام الفضل صنوان
وقلت شأنك من باب السياسة في= دفع الأجانب لا بغي وعدوان
تسوسها أنت والايمان يتركها= ما قام عمرك في دعواك برهان
سياسة الله في القرآن كافية= وما يزيد على القرآن نقصان
فارجع الى الله وانظر في سياسته= فأنت من مشرب القرآن ريان
ماذا رأيت أباك الطهر يصنع في= سياسة الدين لما قام (عزان)
أنت الشهيد على اشراق سيرته= وللبصائر بالمشهود ايقان
أفي أمامة حق بعد ما ثبتت= بحقها أنت يا ذا اللب حيران
لا عذر لا عذر فيها حجة قطعت= عذر الخلاف لها في الدين تبيان
فما انحرافك عنها بعد ما وجبت= الا خروج عليها وهو عصيان
أبعد ستين عاما عشت تنفقها= في الله والحمد أنت اليوم خسران
فاتبع إمامك والزم غرز سيرته= ودع هوى النفس ان النفس شيطان
وصن بقية هذا العمر في كيس= فان دهرك لو فكرت كيسان
فارقت عزتك العليا الى طمع= حتى لقد قال أهل السوء ساسان
للمسلمين ظنون فيك عالية= يا ابن المعالي وهن اليوم خيلان
كنت السفينة للاسلام تحمله= ثم انكفأت به والغي طوفان
كنت المرزء للاسلام تكلؤه= واليوم من كثر ما يشكوك ضجران
فافتح فديتك عيني حاذر يقظ= فان كاتب ما تمليه يقظان
بيض العمائم لا تجدي اذا انكدرت= بيض القلوب وللايمان عنوان
طهر ثيابك واغسل راحتيك فها= تيك المطامع أوساخ وأدران
وأحمد نصيحة حر لا يريد بها= ذما وفيك لطود الحمد أركان
ان تعرف الصدق في نصحي فقد سبقت= عهود صدق واخلاص واحسان
ليس الخليل المداجي عند شائنة= إن المداجي في العوراء فتان
لكنه من رأى عيبا وحققه= أهداك عيبك غيظا وهو لهفان
أريك من أسفي خصما تباعده= والقلب من حبك المكنون ولهان
خذ من مضائق أقوالي نصائحها= وفي ضميري لكم بالحب ميدان
يا قوم أهل عمان كم تخالفكم= ان التفرق لا يرضاه ايمان
أطول دهركم خوف مداهنة= مطامع حسد بأو وخذلان
أهذه شعب الايمان عندكم= أهكذا سنة قالت وقرآن
ماذا الشقاق الذي يغري جنوبكم= والمؤمنون بذات الدين اخوان
أطلقتم السيف في أفراد ملتكم= وقيدته عن الأعداء أجفان
هب أن أسيافكم غرثى بها قرم= ففي لحوم العدا يعتاش غرثان
هانت عليكم تراث الكفر واشتعلت= فيكم على بعضكم للبعض أضغان
والفه الدين قربى لم يكن معها= أعلى وأدنى وأحزاب وأديان
يا قوم هذا إمام الدين بينكم= مقصوده الحق لا ملك وسلطان
يدعو الى الله قواما بملته= له حسامان أقساط واحسان
يا قوم طاعته في مصركم وجبت= فرضا عليكم وما في الدين أدهان
يا قوم لا تدبروا عنه فان لكم= ربا يحاسب والإدبار عصيان
يا قوم إن تدبروا يغضب الهكم= وأين ملجؤكم والله غضبان
ان تنصروا الله ينصركم فلا تهنوا= فالكفر في المقت والاسلام رضوان
ان الامام يمين الله بينكم= فبايعوه والا حل خسران
قامت عليكم بحكم الله حجته= ان كان فيكم لحكم الله إذعان
ان تتبعوه فعين الرشد خطتكم= أو تعرضوا عنه فالإعراض طغيان
فراقبوا الله فيه ان حجته= قد قام فيها بحكم الله برهان
تلكم وصية حسان لكم ثبتت= فانني اليوم للاسلام حسان
لا يصدق الدين الا من يناصحه= ولا يتم بغير النصح ايمان
فان تمكن نصحي من بصائركم= بدا لكم من ضياء الحق فرقان